وعلى الجملة ؛ فإن ملاحظة تظافر الأدلّة الروائيّة من الفريقين على مشروعية التقيّة في البين ، بل لزومها عند حفظ النفس المحترمة وأهميتها في الشريعة المكرمة ، من حي تأثيرها في حفظ الدين ، وبقاء المتدينين ، واستمرار الشرع المبين ، ولأجل هذه الأهميّة ورد حديث أبي عمرو الأعجمي انه قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : «يا أبا عمرو! إنّ تسعة أعشار الدّين في التّقيّة ، ولا دين لمن لا تقيّة له» (١).
قال العلّامة المجلسي في بيانه لهذا الحديث : كأنّ المعنى أن ثواب التقية في زماننا تسعة أضعاف سائر الأعمال (٢).
وبتعبير آخر : إنّ ثواب الأعمال المتدينين يُضاعف بعشرة أضعاف العمل ، فان من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ، وثواب عمل التقية مضاعفٌ تسعة أعشار ذلك الثواب من جهة شدّة التقية وصعوبتها ، ومضاضتها والصبر عليها ، ومرارة تحملها.
وعليه ؛ فليس المعنى أنّ التقيّة تسعة أعشار الدين حتى يستغرب من هذه ال نسبة ويقال بأنّه أين الصلاة والصوم والحج من الدين؟
بل المعنى أن ثواب عمل التقية تسعة أعشار ثواب الأعمال.
لذلك عبّر الامام عليه السلام بأن تسعة أعشار الدين في التقيّة ولم يقل : التقية تسعة أعشار الدين.
__________________
١. أُصول الكافي : ج ٢ ، ص ٢١٧ ، ح ٢.
٢. بحار الأنوار : ج ٧٥ ، ص ٤٢٣.