«ما عرفت له صديقاً في السّرّ ولا عدوّاً في العلانية ؛ لأنّه لا أحد يعرفه بفضائله الباهرة إلّا ولا يجد بدّاً من تعظيمه من شدّة مداراة عليّ بن الحسين عليهما السلام وحسن معاشرته إيّاه ، وأخذه من التّقيّة بأحسنها وأجملها ، ولا أحد وإن كان بريه المؤدّة في الظّاهر إلّا وهو يحسده في الباطن لتضاعف فضائله على فضائل الخلق».
وقال محمّد بن عليّ عليهما السلام :
«من أطاب الكلام مع موافقيه ليؤنسهم وبسط وجهه لمخالفيه ليأمنهم على نفسه وإخوانه فقد حوى من الخيرات والدّرجات العالية عند الله ما يقادر قدره غيره».
قال بعض المخالفين بحضرة الصّادق عليه السلام لرجلٍ من الشّيعة : ما تقول في العشرة من الصّحابة؟
قال : أقول فيهم الخير الجميل الّذي يحطّ الله به سيّئاتي ويرفع لي درجاتي.
قال السّائل : الحمد لله على ما أنقذني من بعضك ، كنت أظنّك رافضيّا تبغض الصّحابة.
فقال الرّجل : ألا من أبغض واحداً من الصّحابة فعليه لعنة الله.
قال : لعلّك تتأوّل ما تقول فيمن أبغض العشرة؟
فقال : من أبغض العشرة فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين.
فوثب فقبّل رأسه وقال : اجعلني في حلّ ممّا قذفتك به من الرّفض قبل اليوم.
قال : أنت في حلّ وأنت أخي .. ثمّ انصرف السّائل.
فقال له الصّادق عليه السلام : «جوّدت! لله درّك لقد أعجبت الملائكة من حسن توريتك ، وتلفّظك بما خلّصك ، ولم تثلم دينك ، زادالله في مخالفينا غمّاً إلى غمٍّ وحجب عنهم مراد منتحلي مودّتنا في تقيّتهم».
فقال بعض أصحاب الصّادق عليه السلام : يا ابن رسول الله! ما عقلنا من كلام هذا إلّا موافقته لهذا المتعنّت النّاصب؟
فقال الصّادق عليه السلام : «لئن كنتم لم تفهموا ما عنى فقد فهمناه نحن وقد شكره الله له ، إنّ