وأمّا الأحاديث الواردة في تجويز التقيّة وفضيلتها من طرق الخاصّة ؛ فهي فائقة على التواتر وقد اُشيد بها من قبل النبي الأكرم وجميع الأئمّة صلى الله عليه وآله بالتظافر ، نختار جملة منها وهي :
١ ـ حديث عبد الله بن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : «اتّقوا على دينكم فأحجبوه بالتقيّة ؛ فانه لا إيمان لمن لا تقيّة له ، إنّما أنتم في الناس كالنحل في الطير ، لو أنّ الطير تعلم ما في أجواف النحل ما بقي منها شيء إلّا أكلته ، ولو أنّ الناس علموا ما في أجوافكم أنّكم تحبّونا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم ولنحلوكم (١) في السرّ والعلانية ، رحم الله عبداً منكم كان على ولايتنا» (٢).
٢ ـ حديثحريز ، عمّن أخبره ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزّوجلّ : (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ) (٣) قال : «التي هي أحسن التقيّة (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (٤).
٣ ـ حديث هشام الكندي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :
«إيّاكم أن تعملوا عملاً يعيّرونّا به فإنّ ولد السوء يعيّر والده بعمله ، كونوا لمن انقطعتم إليه زيناً ولا تكونوا عليه شيناً صلّوا في عشائركم (٥) ، وعودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، ولا يسبقونكم إلى شيء من الخير فأنتم أولى به منهم ، والله ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخبء».
__________________
١. يقال نحل فلاناً أي سابّه ، وفي بعض النسخ : نجلوكم ؛ من قولهم ، نجل فلاناً : ضربه بمقدم رجله.
٢. أُصول الكافي : ج ٢ ، ص ٢١٨ ، ح ٥.
٣. سورة فصلت ، الآية ٣٤.
٤. أُصول الكافي : ج ٢ ، ص ٢١٨ ، ح ٦.
٥. أي عشائركم الذين فيهم المخالفين لكم في الدين.