فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : «يا عائشة! متى عهدتني فحّاشاً؟»
إنّ شرّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتّقاء شرّه» (١).
ولا يخفى انه بقرينة قوله «أخو العشيرة» في متن الحديث أوّلاً.
وبقرينة كون رواية الحديث من عائشة ـ التي دخل بها النبي صلى الله عليه وآله في المدينة التي كانت ـ بلد المسلمين ثانياً.
بهاتين القرينتين يستفاد أنّ تقيّة صلوات الله عليه وآله كانت من مسلم لا من المشركين ، ممّا تدلّ على انّ التقيّة تكون عامة ، وليست خاصّة بالتقية من المشرك أو في بلد الشرك. وجاء في كتاب بالاسرار انه كان ذلك عبد الله بن أبي سلول [الأسرار فيما كنى وعرف به الأشرار : ج ٢ ، ص ١٨].
ومثل هذا الحديث بل أصرح منه ومصرّح بالمداراة التي هي التقيّة حديث الحافظ أبي نعيم في حلية الأولياء (٢) قال ما نصّة :
حدّثنا أبو بكر بن خلّاد ، حدّثنا الحارث بن أبي أُسامة ، حدّثنا الخليل ابن زكريا ، حدّثنا هشام الدستوائي ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن صفوان بن عسال المرادي ، قال : كنّا مع النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ في سفر فأقبل رجل فيما نظر إليه رسول الله صلّى الله عليه و [آله] وسلّم قال : «بئس اخو العشيرة وبئس الرجل ، فلمّأ دنا
__________________
أنها كانت تمدّ رجليها في قبلة رسول الله في صلاته.
ج) حديث النسائي في سننه ، باب الغيرة والحسد أن صفية بنت عبد المطلب أهدت طعاماً إلى النبي فضربت عائشة على الاناء وكسرته.
د) حديث ابن ماجة في سننه ، باب الحكم فيمن كسر شيئاً ، روى أن حفصة سبقت عائشة فصنعت طعاماً للنبي فأكفئتها عائشة ، فانكسرت القصعة ، وانتشر الطعام.
١. صحيح البخاري : ج ٧ ، ص ١٠٧ ، ح ٦٠٣٢ ، باب لم يكن النبي فاحشاً.
٢. حلية الأولياء : ج ٤ ، ص ١٩١.