طريقة الفقهاء في فقههم ، كما لا يخفى على الفطن.
واستدلاله بصحيحة صفوان إنّما يتمّ لو قلنا بحجيّة المفهوم على وجه العموم ، كما هو الأظهر ، وهو لا يقول بها ، كما مرّ في مبحث عدم اشتراط الكريّة في الجاري (١) ، وبنى عليه جميع ما اختاره في مبحث انفعال القليل وكيفيّة انفعاله.
وأيضا ليس الدليل منحصرا فيما ذكره ، إذ سنشير إلى الأخبار الواردة في رجوع المأموم إلى الإمام وبالعكس ، وهي شاملة للأوّلتين ، ولا يحصل من كلّ واحد منهما سوى الظن.
وأيضا رواية إسحاق بن عمّار عن الصادق عليهالسلام قال : «إذا ذهب وهمك إلى التمام أبدا في كلّ صلاة فاسجد سجدتين بغير ركوع ، أفهمت؟» قال : نعم (٢).
والضعف منجبر بالشهرة ، والأمر بسجدتي السهو فيها على نحو ما ورد في الصحاح من الأمر بها للشكّ في الزيادة والنقصان ، وهي صحيحة الفضيل بن يسار عن الصادق عليهالسلام (٣) ، وصحيحة الحلبي عنه عليهالسلام (٤) وكصحيحة زرارة عن الباقر عليهالسلام (٥).
والصدوق عدّ ذلك من دين الإماميّة الذي يجب الإقرار به (٦) ومرّ حاله فلاحظ ، ويعضد ذلك أيضا عسر تحقيق اليقين غالبا ، وكون تحصيله حرجا
__________________
(١) راجع! الصفحة : ٣١٠ و ٣١١ (المجلّد الخامس) من هذا الكتاب.
(٢) تهذيب الأحكام : ٢ / ١٨٣ الحديث ٧٣٠ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٢١١ الحديث ١٠٤٤٩.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٣٠ الحديث ١٠١٨ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٢٣٨ الحديث ١٠٥٢٩.
(٤) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٣٠ الحديث ١٠١٩ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ١٩٦ الحديث ٧٧٢ ، الاستبصار : ١ / ٣٨٠ الحديث ١٤٤١ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٢٢٤ الحديث ١٠٤٨٦.
(٥) الكافي : ٣ / ٣٥٤ الحديث ١ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٢٢٤ الحديث ١٠٤٨٤.
(٦) أمالي الصدوق : ٥١٣ المجلس ٩٣.