وممّا ذكر ظهر فساد تضعيف المحقّق هذه الصحيحة بأنّها منافية للمذهب من حيث تضمّنها وقوع السهو من الإمام.
قال في «المعتبر» : لو سلّمناه لما وجب فيهما ما سمعه لاحتمال أن يكون ما قاله على وجه الجواز لا اللزوم (١) ، انتهى.
ولا يخفى فساد آخر كلامه أيضا.
والشيخ روى هذه الصحيحة هكذا : عن عبيد الله الحلبي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول في سجدتي السهو : «بسم الله وبالله وصلّى الله على محمّد وآل محمّد» ، قال : وسمعته مرّة اخرى يقول : «بسم الله وبالله السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته» (٢).
ولا يخفى على الفطن أنّ النقل كذلك توهّم من بعض الرواة ، وأنّ الصحيح ما رواه الكليني والصدوق مع كونهما أضبط ، وما في «الكافي» و «الفقيه» أصحّ غالبا ممّا في «التهذيب» ، كما هو عند غير واحد من المحقّقين.
بل في بعض نسخ «التهذيب» هكذا : قال : وسمعته يقول مرّة اخرى يقول فيهما : «بسم الله» ، وفي ذلك ظهور فيما ذكرنا وفي موافقته لما في «الكافي» و «الفقيه» ، فتأمّل جدّا!
وحيث عرفت أنّ الروايات الدالّة على وجوب التشهّد والتسليم والذكر فيهما صحاح كثيرة ومعتبرة ومعتضدة أيضا بفتاوى الفقهاء جميعا سوى المحقّق والعلّامة بحسب ما أشرنا (٣) ، ظهر عدم العبرة بموثّقة عمّار (٤) من جهات متعدّدة ،
__________________
(١) المعتبر : ٢ / ٤٠١ و ٤٠٢.
(٢) تهذيب الأحكام : ٢ / ١٩٦ الحديث ٧٧٣ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٢٣٤ الحديث ١٠٥١٧.
(٣) راجع! الصفحة : ١٥٧ من هذا الكتاب.
(٤) وسائل الشيعة : ٨ / ٢٣٥ الحديث ١٠٥١٩.