وصحيحة جعفر بن بشير عن نعمان الرازي أنّه سمع الصادق عليهالسلام وقد سأله أبو عبيدة عن رجل نسي أن يؤذّن ويقيم حتّى دخل في الصلاة؟ قال : «إن كان دخل المسجد ومن نيّته أن يؤذّن ويقيم فليمض في صلاته ولا ينصرف» (١).
ولا يخفى أنّ النسيان فرع إرادتهما غالبا ، فتأمّل جدّا!
إلّا أن يقال : هذا الاحتياط معارض لما مرّ من أنّ الاحتياط عدم ترك الإقامة ، مع ما ورد في فضل الأذان والإقامة (٢) ، بل وجود القائل بوجوبهما في الجملة ، سيّما الإقامة (٣) فتأمّل جدّا!
وممّا ذكر ظهر عدم جواز العمل بما روي في الضعيف عن زكريّا بن آدم أنّه قال للرضا عليهالسلام : جعلت فداك ، كنت في صلاتي فذكرت في الركعة الثانية ـ وأنا في القراءة ـ أنّي لم اقم [فكيف أصنع]؟ قال : «اسكت موضع قراءتك وقل : قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ، ثمّ امض في قراءتك وصلاتك وقد تمّت صلاتك» (٤).
مضافا إلى أنّ «قد قامت الصلاة» ليست بقراءة ولا ذكر ولا دعاء.
مع أنّ الثابت من الصحيح المعمول به أنّ بعد الدخول في الركوع مأمور بإتمام الصلاة (٥) من دون تدارك ، ومن الصحاح الاخر أنّ بعد دخوله في القراءة يكون الأمر كذلك ، ومن المعتبر أيضا ما عرفت ووجّهت بأنّ المراد : اسكت بلسانك ،
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٧٩ الحديث ١١٠٧ ، الاستبصار : ١ / ٣٠٣ الحديث ١١٢٢ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٣٦ الحديث ٧٠٢٠ مع اختلاف يسير.
(٢) لاحظ! وسائل الشيعة : ٥ / ٣٦٧ الباب ١ من أبواب الاذان والإقامة.
(٣) المقنعة : ٩٧ ، المبسوط : ١ / ٩٥ ، الوسيلة إلى نيل الفضيلة : ٩١.
(٤) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٧٨ الحديث ١١٠٤ ، الاستبصار : ١ / ٣٠٤ الحديث ١١٢٨ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٣٥ الحديث ٧٠١٨.
(٥) لا حظ! وسائل الشيعة : ٦ / ٨٨ الباب ٢٨ من أبواب القراءة في الصلاة.