من آمن منكم ومن كفر ، ومن بر والديه ، ومن عقّ ، ثم أجازيكم على أعمالكم ، المحسن بإحسانه ، والمسيء بما هو أهل له.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ) أي والذين آمنوا بالله وصدّقوا رسوله وعملوا ما يصلح نفوسهم ، ويزكّى أرواحهم ويطهرها ، لندخلنهم فى زمرة الصالحين ، ونجعلهم فى عدادهم فندخلهم الجنة معهم.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ (١٠) وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ (١١))
المعنى الجملي
الناس فى الدين أقسام ثلاثة : مؤمن حسن الاعتقاد والعمل ، وكافر مجاهر بالكفر والعناد ، ومذبذب بينهما ، يظهر الإيمان بلسانه ، ويبطن الكفر فى فؤاده ، وقد بين القسمين الأولين بقوله : (فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ) وبين أحوالهما بقوله : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) إلى قوله : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ثم أردف ذلك ذكر القسم الثالث بقوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ) إلخ.
روى أن الآية نزلت فى عياش بن أبى ربيعة أسلم وهاجر ، ثم أوذى وضرب فارتدّ وقد كان عذبه أبو جهل والحارث ، وكانا أخويه لأمه ، ثم عاش بعد ذلك دهرا وحسن إسلامه.