وكان من جملة الذين استخلفهم رسول الله على
المدينة خلال المغازي ابن اُمّ مكتوم ، وأبو لبابة رفاعة بن عبد المنذر (١) وسعد بن عبادة ، وسعد بن معاذ ، وزيد بن
حارثة ، وأبو سلمة المخزومي ، وعبد الله بن رواحة ، وأبو رهم الغفاري وغيرهم (٢).
واستخلف علياً عليهالسلام في تبوك ، وكانت آخر غزواته.
روي البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص ،
قال : خلف رسول الله صلىاللهعليهوآله
علي بن أبي طالب في غزوة تبوك ، فقال : « يا رسول الله ، تخلّفني في النساء والصبيان
؟ » قال صلىاللهعليهوآله : « أما ترضى أنت تكون مني
بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي »(٣).
إذن لقد كان دأب رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه لم يترك المدينة دون أن يستخلف عليها
حتىٰ ولو كانت الغزوة عند أطرافها كالخندق أو على بُعد ميلٍ عنها كاُحد ، فكيف
يمكن أن نتصور أنه يترك أمته أبد الدهر دون أن يستخلف عليها ؟!
هذا ، وللشهيد الصدر رضياللهعنه ثلاث تصورّات حول مستقبل الرسالة بعد الرسول
صلىاللهعليهوآله ، وقد ناقشها
نقاشاً عقلياً مستنيراً بالواقع التاريخي ، وطبيعة الأحداث التي اكتنفت البعثة في صدرها
الأول ، ومعطيات الواقع الفكري لرجالها ، ويمكن تلخيص تلك التصورات بما يلي :
__________________
(١) راجع : اُسد الغابة
/ ابن الأثير ٢ : ٢٧٢ ، ٢٨٠ و ٦ : ٢٧٩ ـ دار إحيا التراث العربي ـ بيروت ـ ١٤١٧ ه.
(٢) التنبيه والاشراف
/ المسعودي : ٢٠٢ ـ ٢٣٦ ـ دار الصاوي ـ القاهرة.
(٣) صحيح البخاري ٥ :
٨٩ / ٢٠٢ ـ كتاب بدء الخلق ـ باب غزوة تبوك ، صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٠ / ٢٤٠٤ ـ كتاب فضائل
الصحابة ـ باب فضل علي عليهالسلام.
٣٩
البحث في وصية النبي صلّى الله عليه وآله
عدد النتائج : ١٢٧
الصفحه ٨٠ : ... »
(١).
وقال عليهالسلام
: « أنا عبد الله
وأخو رسول الله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلاّ كاذب
الصفحه ٩٨ :
حفيرة وأوقد لهم في حفيرة
ثانية ، ثم استتابهم مرّة بعد اُخرىٰ ، فلم يتوبوا فقتلهم بالدخان ، وهكذا
الصفحه ١٠٢ :
واحفظه ربّ حفظك النبيا
فانه كان له وليا
ثمّ ارتضاه بعده وصيا (٣)
وفي
الصفحه ١٠٦ : (٤)
قال في جواب الوليد بن عقبة بن أبي مُعيط
:
وكان ولي الأمر بعد محمدٍ
عليٌّ وفي كل
الصفحه ١٠٨ : سنة ٦٠ ه بعد أن صحب الإمام الحسن عليهالسلام.
اُسد الغابة ٤ : ٤٥٠ / ٤٣٤٨ ، اعلام الزركلي ٥ : ٢٠٦.
الصفحه ١٤٧ : غالبية جيشه الذين صاروا خوارج فيما بعد ، هم الذين أصروا
على التحكيم.
ثم أنّهم ندموا علىٰ خطل الرأي