ومن الأساليب المتبعة من قبل أصحاب هذا الاتجاه
هو حذف ما لم يرق لهم من الأحاديث والأخبار أو تحريفها ومحو آثارها ، وهو أسلوب يجافي
أمانة العلم والتاريخ ، ويبعد الباحث عن فهم الواقع التاريخي علىٰ حقيقته ، وإليك
أمثلة حول موضوع الوصية :
١ ـ جاء في حديث الدار أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال مشيراً إلىٰ علي عليهالسلام : « إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا
» وقد أخرجه الخازن في تفسيره والطبري في
تاريخه عن ابن إسحاق (٢)
، وليس له عين ولا أثر في سيرة ابن هشام مع أنها تهذيب لسيرة ابن إسحاق ، مما يعني
حذف الحديث في سيرة ابن هشام إمّا منه وإمّا من غيره ، والله العالم.
٢ ـ والحديث المتقدم ذكره محمّد حسين هيكل
في كتاب ( حياة محمّد ) في الطبعة الأُولىٰ وحذفه في الطبعة الثانية (٣).
٣ ـ وحذف الطبري في تفسيره وابن كثير ألفاظ
الحديث الدالة على الخلافة والوصية وأثبتا بدلها ( كذا وكذا ) فجاء اللفظ بهذه الصورة
المحرّفة :
__________________
(١) راجع : الشعية والتصحيح / موسى الموسوي : ١٥ ـ ١٦ ـ لوس أنجلس ـ
١٩٨٧ م ـ تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلىٰ ولاية الفقيه / أحمد الكاتب
: ٥٦ ـ دار الشورىٰ ـ ط ١ ـ ١٩٩٧ م.
(٢) تفسير الخازن ٣ :
٣٧١ ، تاريخ الطبري ٢ : ٢١٧.
(٣) تفسير الكاشف / مغنية
٥ : ٥٢٢ ـ دار العلم للملايين ـ بيروت ـ ط ٣ ـ ١٩٨١ م ، الغدير ٢ : ٣٩٦ و ٤٠٦ ـ ٤٠٧.