وفي الصحيح عن اُمّ سلمة ، قالت : والذي
أحلف به ، إن كان علي رضياللهعنه
لأقرب الناس عهداً برسول الله صلىاللهعليهوآله
، عدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
غداةً ، وهو يقول : «
جاء علي ، جاء علي ؟» مراراً ، فقالت فاطمة
رضي الله عنها : «
كأنك بعثته في حاجة ؟ » قالت : فجاء بعدُ
، قالت اُم سلمة : فظننت أن له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت ، فقعدنا عند الباب ، وكنت
من أدناهم إلى الباب ، فأكبّ عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله
وجعل يسارّه ويناجيه ، ثمّ قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله
من يومه ذلك ، فكان علي أقرب الناس به عهداً (٢).
قال سبط ابن الجوزي : هذا الحديث رواه أحمد
بن حنبل في ( الفضائل ) (٣)
ولم يطعن فيه أحد ، وهوحديث صحيح ، ولو كان معلولاً لتكلموا فيه ... .
ثم قال : : قول اُمّ سلمة مثبت ، وقول عائشة
نافي ، ومتىٰ اجتمع المثبت والنافي قدّم المثبت باجماع الأُمّة (٤). مضافاً إلى أن حديث اُمّ سلمة رضي الله
عنها مقدّم علىٰ حديث عائشة عند التعارض ، لما ثبت عن اُمّ سلمة من وفور العقل
وصواب الرأي وسموّ المقام والفضيلة (٥).
بينما ثبت عن عائشة أنها أحدثت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فقد قيل لها : ندفنك مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
؟ فقالت : إني قد أحدثت
__________________
(١) نهج البلاغة : ٣١١ / خ ١٩٧.
(٢) المستدرك / الحاكم
٣ : ٣٩ وقال : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التلخيص : صحيح. وراجع
أيضاً : مسند أحمد ٦ : ٣٠٠ ، ترجمة علي عليهالسلام
من تاريخ دمشق ٣ : ١٨ / ١٠٣٨ ، مجمع الزوائد ٩ : ١١٥ وصححه.
(٣) فضائل الصحابة ٣
: ٦٨٦ / ١١٧١.
(٤) تذكرة الخواص : ٤٨.
(٥) راجع : المراجعات
/ عبد الحسين شرف الدين : المراجعة ( ٧٥ ـ ٧٨ ).