بلحاظ أفضلية أهل البيت
عليهمالسلام على الناس أجمعين
، ولو لم يكن فيهم إلاّ حديث الثقلين ، والسقيفة ، وباب حطّة ، لكفىٰ.
وخلاصة ما نقوله بشأن الطبراني وغيره ممن
سيأتي : اننا نقبل منكم روايتكم ، ولا كرامة بتأويلكم.
٣ ـ أوّل المحب الطبري حديث بريدة عن النبي
صلىاللهعليهوآله : « لكل نبي وصي ووارث ،
وإن علياً وصيي ووارثي » قال : أخرجه
الحافظ أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة ، وإن صحّ هذا الحديث ، فالتوريث محمول علىٰ
ما رواه معاذ بن جبل رضياللهعنه
قال : قال علي رضياللهعنه
: « يا رسول الله : وما أرث منك ؟ » قال : « ما يرث النبيون بعضهم من بعض ؛ كتاب الله وسنة
نبيه » حملاً للمطلق على المقيد ، وهذا توريث غير
التوريث المتعارف ، فيحمل الايصاء علىٰ نحو من ذلك ؛ كالنظر في مصالح المسلمين
على أي حال كان خليفة أو غير خليفة ، ومساعدة اُولي الأمر ، وذَكَر أحاديث أخرىٰ
حمل عليها معنى الوصية (١).
ولا شك أن وراثة الكتاب والسنة هما من أهم
لوازم الخلافة والإمامة ، فكيف يمكن أن يكونا دليلاً علىٰ عدم وراثتها ؟ وقد
كان علي عليهالسلام يقول : « ... والله إني لأخوه
ووليه وابن عمّه ووارث علمه ، فمن أحقّ به منّي »(٢) أي في خلافته
، حيث جعل الارث العلمي واحداً من لوازم الخلافة.
أما حمل الوصية على النظر في مصالح المسلمين
ومساعدة اُولي الأمر ، فإنّ الأول لا يتمكن منه إلاّ إذا كان مطلق اليد ، والثاني أمر
يشترك فيه كافة المسلمين.