على قوم ، فصوت بهم صوتا مزعجا من أماكنهم ، وأجلب عليهم بجند من خيالة ورجالة حتى استأصلهم.
قال مجاهد : ما كان من راكب يقاتل فى معصية الله فهو من خيل إبليس ، وما كان من راجل فى معصية الله فهو من رجّالة إبليس. وقال آخرون : ليس للشيطان خيل ولا رجالة ، وإنما يراد بهما الأتباع والأعوان من غير ملاحظة لكون بعضهم ما شيا وبعضهم راكبا.
(وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ) بحثهم على كسبها من غير السبل المشروعة ، وإنفاقها فى غير الطرق التي أباحها الدين ، ويشمل ذلك الربا والغصب والسرقة وسائر المعاملات الفاسدة.
وقال الحسن : مرهم أن يكسبوها من خبيث ، وينفقوها فى حرام.
(وَالْأَوْلادِ) بالحث على التوصل إليهم بالأسباب المحرمة وارتكاب ما لا يرضى الله.
وإجمال القول فيه ـ إن كل مولود ولدته أنثى عصى الله فيه ، بإدخاله فى غير الدين الذي ارتضاه ، أو بالزنا بأمه ، أو بوأده ، أو بقتله ، أو غير ذلك فقد شارك إبليس فيه من ولد له أو منه.
(وَعِدْهُمْ) بما يستخفهم ويغرّهم من المواعيد الباطلة ، كوعدهم بأن لا جنة ولا نار ، أو بأن الآلهة تشفع لهم ، أو بالكرامة على الله بالأنساب الشريفة ، مع ما ثبت من قوله صلى الله عليه وسلّم «يا فاطمة بنت محمد سلينى من مالى ما شئت لا أغنى عنك من الله شيئا» أو بالتسويف فى التوبة ، أو بإيثار العاجل على الآجل أو نحو ذلك.
وخلاصة ذلك ـ إنه يغويهم بأن لا ضرر من فعل هذه المعاصي ، فإنه لا جنة ولا نار ، ولا حياة بعد هذه الحياة ، وإنها سبيل اللذة والسرور ، ولا حياة للإنسان إلا بها فتفويتها غبن وخسران.
خذوا بنصيب من سرور ولذة |
|
فكلّ وإن طال المدى يتصرّم |