وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا» وقال : «أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ».
أدلة التوحيد المنصوبة فى الآفاق والأنفس
(اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ (٣٢) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ (٣٣) وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (٣٤))
تفسير المفردات
السماء : السحاب ، وكل ما علا الإنسان فأظله فهو سماء ، والرزق : كل ما ينتفع به ، والتسخير : التيسير والإعداد ، والفلك : السفن ، دائبين : أي دائمين فى الحركة لا يفتران ، يقال دأب فى العمل إذا سار فيه على عادة مطردة كما قال : «تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً» آتاكم : أي أعطاكم ، لا تحصوها : لا تطيقوا حصرها ، والإحصاء : العد بالجصى ، وكان العرب يعتمدونه فى العد كاعتمادنا فيه على الأصابع ، ظلوم : أي لنفسه بإغفال شكر النعمة ، كفار : شديد الكفران والجحود لها.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه أحوال الكافرين لنعمه ، حين بدّلوا الشكر بالكفر ، واتخذوا الله أندادا ، فكان جزاؤهم جهنم وبئس المهاد ، ثم أمر المؤمنين بإقامة شعائر الدين من صلاة وزكاة ، شكرا لربهم على ما أوتوا من النعم ، وحثا لهم على الجهاد فى سبيل كما لهم ورقبهم ببذل النفس والنفيس وهو المال ، لتكمل لهم السعادة فى الدارين ـ