فدعى رسول الله صلى الله عليه وآله بقوس ليرميه فهرب (١).
٩٩٧ ـ وفى رواية انه قال للنبى في قسمة خيبر : اتق الله يا محمد.
فقال له النبي صلى الله عليه وآله : لعنك الله ولعن ما في صلبك ، اتأمرنى بالتقوى وانا جئت به من الله لعنك الله اخرج ، فلا تجاورني. فلم يرا الاطريدين حتى ملك عثمان فادخلهما (٢).
قال يحيى بن الحسن قد وفينا بما وعدنا به في صدر هذا الكتاب من جمع المناقب من مسند احمد بن حنبل ومن الصحاح الستة ، وموطأ مالك ، وصحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح ابى داود السجستاني ، وصحيح الترمذي ، وصحيح النسائي ، وتفسير الثعلبي ، واضفنا إلى ذلك محاسن مناقب ابن المغازلى ، ولم نغادر شيئا من ذلك ولم نخرج شيئا منه عن سننه الذي وضع له من غير ان نقدم مؤخرا أو نؤخر مقدما أو اخلال باسناده ، أو ادعاه لموضع في باب انه فيها وليس الامر كذلك ، نعوذ بالله سبحانه وتعالى من الزيادة والنقصان في الفاظ رسوله المصطفى ، الذي لا ينطق عن الهوى ، لان من زاد أو نقص في كلامه صلى الله عليه وآله كان مغيرا لوحى الله تعالى عن موضعه ونظامه كما قال الله تعالى : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) (٣).
ثم ولو كان الامر والعياذ بالله على خلاف ذلك ، لما صح به انتفاع التابع والمتبوع لخروجه عن سلوك محجته ونقلاته عن موضع حقيقته.
وكيف يعتمد من يريد الاحتجاج على ما انخرط في سلك التبديل وخرج عن وضع التنزيل بل وضعناه على قضية الاتفاق لنطمس به معالم اللجاج والخلاف ، فصار لذلك اصلا متبعا وطريقا مهيعا ، لموضع الاجماع على صدقه وصحته ، ووضع الخلاف في بيان حجته ، ووضوح محجته ، واورى من زناد (٤) الكتاب العزيز ما يقتبس ، واوضح من صحاح اخبار ما يلتمس ، فهذه عمدة كتب الاسلام التي عليها عمل المستبصر عند رواتها وبها حجة
__________________
(١ ـ ٢) الاصابة ج ١ ص ٣٤٤ ـ ٣٤٥ والاستيعاب لابن عبد البر ج ١ ص ٣١٦ ـ ٣١٧.
(٣) المائدة : ١٣.
(٤) «وضع الخلاف» ارتفاعة. و «اورى» عن المواراة بمعنى اخراج النار ، و «زناد» جمع «الزند» العود الاعلى الذي يقتدح به النار.