وهذا بعيد من الصواب ، فلما اقترن في لفظ هذه الاية ذكر ميراث العلم والمال وجب ان يكونا مستحقين من قبل الانبياء (ع).
ومما ينفى المماثلة له (ع) ايضا ما ذكره في الخبر الاخر انه مكتوب على باب الجنة محمد رسول الله ، على اخو رسول الله قبل ان يخلق الله السموات والارض بالفى عام ومن كان اسمه مكتوبا قبل خلق السموات والارض بالفى عام فمن مثله في ذلك من خلق الله تعالى؟ سوى رسول الله صلوات الله عليهما وسلامه المصاحب له في الكتابة والقدمة والاخوة ، واين كان آدم (ع) ومن ولد هناك حتى يدعى احد منهم مماثلة ، فهذا غبن في العقول وبعد عن المنقول.
ومن ذلك ايضا في نفى المماثلة له قوله صلى الله عليه وآله انه عليه السلام واقف على عقر (١) حوض ، يسقى من عرف من امتى ، وهذا مما لا نظير له فيه لان احدا من الامة لا يقدر على شربه من حوضه الا بكف على (ع) ، ومن ذلك ايضا ان لواء الحمد بيده وآدم (ع) ومن ولد تحته.
ومن ذلك انه صلى الله عليه وآله قال له (ع) : انك تكسى إذا كسيت وتحبى إذا حبيت وتدعى إذا دعيت ، وهذا غاية الميزة ، وقطع النظارة له عليه السلام.
وإذا ما الحلي زان نحورا |
|
كان للحلي حسن نحرك زينا |
وتزيدن أطيب الطلب طيبا |
|
أن تمسه أين مثلك أينا |
الفصل الثلاثون
في قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) (٢)
وَأَنَّهَا نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ عليهالسلام
٣٦٦ ـ من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، عن ابيه ، قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، قال : حدثنا ابوبلج ،
__________________
(١) عقر : عقر الحوض بالضم موضع الشاربة منه. النهاية لابن الاثير.
(٢) البقره : ٢٠٧.