إسماعيل عن أبيه عن أبي هريرة قال : لا تقوم السّاعة حتّى تفتح مدينة هرقل ويؤذّن فيها المؤذنون ويقسّم فيها المال بالترضية فينقلبون بأكثر أموال رآها النّاس قط فبينا هم كذلك إذا أتاهم إنّ الدجّال قد خلفكم في أهليكم فيلقون ما في أيديهم ويجيئونه ويقاتلونه.
وقال عطاء وعبد الرّحمن بن عوف : نزلت هذه الآية في مشركي عرب مكّة وأراد بالمساجد المسجد الحرام منعوا محمّدا صلىاللهعليهوسلم وأصحابه من حجّه والصّلاة فيه عام الحديبية وإذا منعوا من تعميره بذكر الله عزوجل فقد سعوا في خرابه يدلّ عليه قوله تعالى : (ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ) (١) الآية (أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ) يعني أهل مكّة يقول : أفتحها عليكم حتّى تدخلوها أو تكونوا أولى بها منهم ففتحها الله عليهم وأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم : مناديا فنادى : ألا لا يحجّنّ بعد هذا العام مشرك ولا يطوفنّ بالبيت عريان فطفق المشركون يقولون : اللهمّ إنّا قد منعنا أن نشرك بهذا (لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) الذّل والقتل والسّبي والنّفي (وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ).
(وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) الآية : اختلفوا في سبب نزولها فقال ابن عبّاس : خرج نفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم في سفر وذلك قبل تحويل القبلة إلى الكعبة فأصابهم الضّباب فحضرت الصّلاة فتحروا القبلة وصلّوا فمنهم من صلّى إلى المشرق ومنهم من صلّى إلى المغرب. فلما ذهب الضّباب استبان لهم إنّهم لم يصيبوا. فلمّا قدموا سألوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن ذلك فنزلت هذه الآية بذلك.
وقال عبد الله بن عامر بن ربيعة : كنّا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في ليلة سوداء مظلمة فنزلنا منزلا فجعل الرّجل يتّخذ أحجارا فيعمل مسجدا يصلّي فيه ، فلمّا أصبحنا إذا نحن قد صلّينا إلى غير القبلة فقلنا يا رسول الله : لقد صلّينا ليلتنا هذه إلى غير القبلة فأنزل الله هذه الآية.
قال عبد الله بن عمر : نزلت في صلاة المسافر يصلّي حيثما توجّهت به راحلته تطوعا ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلّي على راحلته جائيا من مكّة إلى المدينة.
وعن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلّي على راحلته في السّفر حيثما توجّهت به (٢).
قال عكرمة : نزلت في تحويل القبلة لما حوّلت إلى الكعبة. فأنزل الله تعالى (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ).
(فَأَيْنَما تُوَلُّوا) أيها المؤمنون في سفركم وحضركم.
__________________
(١) سورة التوبة : ١٧.
(٢) كتاب الأم للشافعي : ١ / ١١٨ ، ومسند أحمد : ٢ / ٦٦.