فأما التفسير :
فأخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله المزني ، حدّثنا محمد بن عبد الله بن سليمان ، أخبرنا أحمد بن حنبل ومحمد بن دينار قالا : حدّثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سماك قال : سمعت عباد بن حبيش عن عديّ بن حاتم عن النبي صلىاللهعليهوسلم : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) قال : «اليهود» ، (وَلَا الضَّالِّينَ) قال : «النصارى» (١) [٣٣].
وأخبرنا أبو القاسم الحبيبي ، أخبرنا أبو زكريا العنبري ، حدّثنا محمد بن عبد الله الوراق ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الرزاق عن معمر بن عبد الله بن بديل العقيلي عن عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو بوادي القرى على فرسه فسأله رجل من القين ، فقال : يا رسول الله ، من هؤلاء الذين يقاتلونك؟ قال : «المغضوب عليهم» ، وأشار إلى اليهود. فقال : من هؤلاء الطائفة الأخرى؟ فقال : «الضالون» ، وأشار إلى النصارى (٢) [٣٤].
وتصديق هذا الحديث حكم الله تعالى بالغضب على اليهود في قوله : (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ) (٣) ، وحكم الضلال على النصارى في قوله : (وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا) (٤).
وقال الواقدي : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) بالمخالفة والعصيان ، (وَلَا الضَّالِّينَ) عن الدين والإيمان.
وقال التستري : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) البدعة ، (وَلَا الضَّالِّينَ) عن السنة.
فصل في آمين
والسنّة المستحبة أن يقول القارئ بعد فراغه من قراءة فاتحة الكتاب : آمين ؛ سواء كان في الصلاة أو غير الصلاة ؛ لما أخبرنا عبد الله بن حامد الاصفهاني ، أخبرنا محمد بن جعفر المطيري ، حدّثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ، حدّثنا أبو داود عن سفيان ، وأخبرنا عبد الله قال : وأخبرنا عبدوس بن الحسين ، حدّثنا أبو حاتم الرازي ، حدّثنا ابن كثير ، أخبرنا سفيان عن سلمة عن حجر أبي العنبس الحضرمي عن أبي قايل بن حجر قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا قرأ : (وَلَا الضَّالِّينَ) ، قال : «آمين» ، ورفع بها صوته (٥) [٣٥].
__________________
(١) تفسير ابن كثير : ١ / ٣٢.
(٢) تفسير ابن كثير : ١ / ٣٢ بتفاوت يسير.
(٣) سورة المائدة : ٦٠.
(٤) سورة المائدة : ٧٧.
(٥) مسند أحمد : ٤ / ٣١٦.