عكرمة : طير يكون بالهند أكبر من عصفور ، المؤرّخ : هو [المعسل] بلغه كنانه.
وقال شاعرهم :
وقاسمها بالله حقّا لأنتم |
|
ألذّ من السلوى إذا ما نشورها (١) |
وكان يرسل عليهم المنّ والسلوى ، فيأخذ كل واحد منه ما يكفيه يوما وليلة ، وإذا كان يوم الجمعة أخذ ما يكفيه ليومين لأنّه لم يكن ينزل إليهم يوم السبت ، فذلك قوله : (وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا) أي وقلنا لهم كلوا.
(مِنْ طَيِّباتِ) حلالات. (ما رَزَقْناكُمْ) ولا تدّخروا لغد فخبأوا لغد فقطع الله عزوجل ذلك عنهم ودوّد وفسد ما ادّخروا ، فذلك قوله عزوجل (وَما ظَلَمُونا) ضرّونا بالمعصية.
(وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) يصرّون باستيجابهم عذابي وقطع مادة الرزق الذي كان ينزّل عليهم بلا كلفة ولا مؤونة ، ولا مشقّة في الدنيا ، ولا تبعه ولا حساب في العقبى.
خلاس بن عمرو عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو لا بني إسرائيل لم يخنز الطعام ولم يخبث اللّحم ، ولو لا حوّاء لم تخن أنثى زوجها» (٢) [٨٧].
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ) ابن عباس : هي أريحا وهي قرية الجبّارين ، وكان فيها قوم من بقية عاد يقال لهم العمالقة ورأسهم عوج بن عناق ، وقيل : هي بلقا.
وقال ابن كيسان : هي الشام.
الضّحاك : هي الرّملة والأردن وفلسطين وتدمر.
مجاهد : بيت المقدس. مقاتل : إيليا.
(فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً) موسعا عليكم.
(وَادْخُلُوا الْبابَ) يعني بابا من أبواب القرية وكان لها سبعة أبواب.
(سُجَّداً) منحنين متواضعين وأصل السجود الخضوع.
قال الشاعر :
بجمع يضل البلق في حجراته |
|
ترى الأكم فيه سجّدا للحوافر (٣) |
وقال وهب : قيل لهم ادخلوا الباب ، فإذا دخلتموه فاسجدوا شكرا لله عزوجل ، وذلك
__________________
(١) كتاب العين : ٧ / ٢٩٨.
(٢) صحيح ابن حبان : ٩ / ٤٧٧.
(٣) جامع البيان للطبري : ١ / ٤٢٧.