قائمة الکتاب
القول في حدّ الاسم وأقسامه
١٧٩
إعدادات
الكشف والبيان [ ج ١ ]
الكشف والبيان [ ج ١ ]
المؤلف :أبو إسحاق أحمد [ الثّعلبي ]
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :285
تحمیل
قال ابن عباس : هي أنّ آدم قال : يا ربّ ألم تخلقني بيدك؟ قال : بلى ، قال : ألم تنفخ فيّ من روحك؟ قال : بلى ، قال : ألم تسبق رحمتك بي غضبك؟ قال : بلى ، قال : ألم تسكنّي جنتك؟ قال : بلى ، قال : فلم أخرجتني منها؟ قال : بشؤم معصيتك ، قال : أي ربّ أرأيت لو تبت [وأصلحت] أراجعي أنت الى الجنة؟ قال : بلى. قال : فهو الكلمات.
قال عبيد بن عمير : هو أنّ آدم قال : يا ربّ أرأيت ما أتيت ، أشيء ابتدعته على نفسي أم شيء قدّرته عليّ قبل أن تخلقني؟ قال : بل شيء قدّرته عليك قبل أن أخلقك ، قال : يا ربّ كما قدّرته عليّ فأغفر لي (١).
همام بن منبّه عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «تحاجّ آدم وموسى ، فقال له موسى : أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنّة الى الأرض؟ فقال له آدم : أنت موسى الذي أعطاك الله علم كلّ شيء واصطفاك على الناس برسالته؟ قال : نعم. قال : أتلومني على أمر كان قد كتب عليّ أن أفعله من قبل أن أخلق. قال : فحجّ آدم موسى» [٨٣] (٢).
وقال محمد بن كعب القرظي : هي قوله : (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ) وبحمدك قد عملت سوءا و (ظَلَمْتُ نَفْسِي) فتب عليّ (إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) ، (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ) وبحمدك قد عملت سوءا و (ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي) إنّك أنت الغفور الرحيم ، (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ) وبحمدك ربّ عملت سوءا و (ظَلَمْتُ نَفْسِي) فارحمني انّك (أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
عكرمة عن سعيد بن جبير في قوله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) قالا : قوله : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) (٣) ، وكذلك قاله الحسن ومجاهد.
وقال بعضهم : نظر آدم عليهالسلام الى العرش فرأى على ساقه مكتوبا لا اله الّا الله محمد رسول الله أبو بكر الصدّيق عمر الفاروق فقال : يا ربّ أسألك بحقّ محمد أن تغفر لي فغفر له.
وقيل : هذا التأويل ما روى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن علي رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٤) : عرّج بي الى السماء رأيت على ساق العرش مكتوبا لا إله إلّا الله محمد رسول الله أبو بكر الصدّيق عمر الفاروق (٥).
__________________
(١) تفسير الدر المنثور : ١ / ٥٩.
(٢) المصنف (عبد الرزاق الصنعاني) : ١١ / ١١٣.
(٣) سورة الأعراف : ٢٣.
(٤) ذكره ابن الجوزي في الموضوعات : ١ / ٣٢٨.
(٥) روي المتقي الهندي عن علي قول آدم : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلّا أنت عملت سوء و (ظَلَمْتُ نَفْسِي) فتب عليّ (إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ). كنز العمال : ٢ / ٣٥٩ ح ٤٢٣٧ مورد الآية ، والدر المنثور : ١ / ٦٠ ذيل الآية. وأخرج السيوطي عن أبن عباس قال : سألت النبي صلىاللهعليهوسلم عن الكلمات فقال : سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت علي. الدر المنثور : ١ / ٦٠.