إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الكشف والبيان [ ج ١ ]

147/285
*

وعن علي بن الحسين زين العابدين قال : حدثنا أبي سيد شباب أهل الجنة قال : حدثنا أبي سيد الأوصياء قال : حدثنا محمّد سيد الأنبياء قال : «الإيمان قول مقول وعمل معمول وعرفان بالعقول واتباع الرسول» [٧٢] (١).

وامّا الغيب فهو ما كان مغيّبا عن العيون محصّلا في القلوب وهو مصدر وضع موضع الاسم فقيل للغائب غيب ، كما قيل للصائم : صوم ، وللزائر : زور ، وللعادل : عدل.

الربيع بن أبي العالية (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) قال : يؤمنون (بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) وجنته وناره ولقائه ، ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالبعث ، فهذا غيب كلّه.

عمر بن الأسود عن عطاء بن أبي رباح : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) قال : بالله ، من آمن بالله فقد آمن بالغيب (٢).

سفيان عن عاصم بن أبي النجود في قوله (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) قال : الغيب : القرآن. وقال الكلبي : بما نزل من القرآن وبما لم يجيء بعد.

الضحاك : الغيب (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) وما جاء به محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال زرّ بن حبيش وابن جريج وابن واقد : يعني بالوحي ، نظيره قوله تعالى : (أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى) (٣) وقوله : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً) (٤) وقوله : (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) (٥).

الحسن : يعني بالآخرة. عبد الله بن هاني : هو ما غاب عنهم من علوم القرآن.

وروى زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه انه قال : كنت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالسا فقال : «أتدرون أي أهل الأيمان أفضل؟» قالوا : يا رسول الله الملائكة ، قال : «هم كذلك وحقّ لهم ذلك وما يمنعهم وقد أنزلهم الله تعالى بالمنزلة التي أنزلهم ، بل غيرهم».

قلنا : يا رسول الله الأنبياء؟ قال : «هم كذلك وحقّ لهم ذلك وما يمنعهم ، بل غيرهم» ، قلنا : يا رسول الله فمن هم؟ قال : «أقوام يأتون من بعدي هم في أصلاب الرجال فيؤمنون بي ولم يرونني ، يجدون الورق المعلّق فيعملون بما فيه فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا» [٧٣] (٦).

وروى حسن إن الحرث بن قيس عن عبد الله بن مسعود : عند الله يحتسب ما سبقتمونا إليه يا أصحاب محمد من رؤية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال عبد الله بن مسعود : نحن عند الله نحتسب إيمانكم بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم تروه ، ثم قال عبد الله : إنّ أمر محمد كان بيّنا لمن رآه والذي لا اله الّا

__________________

(١) تفسير مجمع البيان : ١ / ٨٦.

(٢) تفسير ابن كثير : ١ / ٤٣.

(٣) سورة النجم : ٣٥.

(٤) سورة الجن : ٢٦.

(٥) سورة التكوير : ٢٤.

(٦) مسند أبي يعلى : ١ / ١٤٧.