فأما ما يدل على القسم الأول : ما قد
ثبت من أنه يستحق التعظيم والتبجيل ما لا يستحقه أحد من رعيته.
وتقصد الإمامية بالتبجيل والتعظيم ما
يجب عليهم من الطاعة له ( الإمام ) والإنقياد لجميع أوامره ونواهيه ، والإتباع
لجميع أقواله وأفعاله ، والانطواء له على منزلة عظيمة .
وأما ما يدل على القسم الآخر ، ما تقرر
في عقول العقلاء من قبح جعل المفضول رئيساً وإماماً في شيء بعينه على الفاضل فلا
يجوز أن يكون إماماً إلا من كملت فيه صفات العلم والكمال .
وهكذا كما تعتقد الإمامية بأن الإمام
يجب أن يكون أفضل رعيته في جميع صفات الكمال من العلم والكرم والشجاعة والعفة
والرأفة والرحمة وحسن الخلق والسياسة ، ولا بد من تمييزه بالكمالات النفسانية
والكرامات الروحانية بحيث لا يشاركه في ذلك أحد من الرعية .
كما ترى الشيعة الإمامية أن الإمام يجب
أن يكون عالماً بما إليه الحكم فيه والذي يدل : إن الإمام إمام في سائر أمور الدين
ومتولي الحكم فيه جميعة جليلة ودقيقة ظاهره وغامضه كما يجب أن يكون عالماً بجميع
أحكام السياسة والشريعة .
كما أن الإمام يجب أن يكون أشجع من
رعيته ، ويدل على ذلك : انه قد ثبت أنه رئيس عليهم فيما يتعلق بجهاد الأعداء وحرب
أهل البغي وذلك متعلق بالشجاعة ، فيجب أن يكون أقواهم حالاً .
وأما كونه أعقلهم ، المرجع فيه إلى جودة
الرأي وقوة العلم بالسياسة