ولما كان القول
بالغيبة قد ظهر في فترة سابقة لهذه الفترة عند بعض فرق الشيعة ، فلذلك تبطل الشيعة
الإمامية قول كل من ادعى الغيبة وتؤكد أنها وقعت في محمد المهدي ( ابن الحسن
العسكري ).
وقد مر بنا دعوى السبأية التي قالت
بعودة علي بن أبي طالب بعد موته ، فيقول الطوسي والذي يفسد قول هؤلاء : « بما
ذللنا عليه من موت من ذهبوا إلى حياته ، وبما بينا أن الأئمة اثنا عشر وصحة إمامة
ابن الحسن » .
ويبطل كذلك إمامة محمد بن الحنفية ،
وكذلك من ذهب إلى القول بأنه المهدي ، ويقول : « إذا بينا أن المهدي من ولد الحسين
بطل قول المخالف في إمامته
، كما يقول أن الإمامة لا تعود في أخوين بعد الحسن والحسين ، ولا يكون بعد علي بن
الحسين إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب » .
ويبطل قول الناووسية الذين وقفوا على
إمامة جعفر الصادق وقالوا إنه المهدي ، « لصحة إمامة ابنه موسى بن جعفر وما ثبت من
إمامة الاثنى عشر ، ويؤكد ذلك ما ثبت من صحة وصيته إلى من أوصى إليه » .
وكذلك يبطل قول الواقفة على موسى بن
جعفر لنفس الأسباب ، وقول المحمدية الذين قالوا بإمامة محمد بن علي العسكري ،
ويقول : ثبت أن محمداً مات في حياة أبيه .
ثم يرد على من قال بأن الإمام الحسن
العسكري حي ، وعلى من قال بأنه مات ويرجع بعد موته ، ومن قال بإمامة جعفر بن علي
أخو الحسن العسكري ، كما يرد من قال بأنه لا ولد له ، وأن الإمامة انقطعت بعد وفاة
الحسن العسكري .
__________________