المؤمنين هو نص في إثبات إمامته (١).
ومن الأمور الأخرى التي اتخذتها الإمامية دليلاً لإثبات إمامة علي ابن أبي طالب قصة حملة أسامة.
فمن المعروف أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعث أسامة بن زيد بن حارثة إلى الشام وأمره أن يوطىء الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين فتجهز الناس وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون (٢).
ويذكر البلاذري حث رسول الله على إنقاذ جيش أسامة ويقول : وكان في جيش أسامة أبو بكر وعمر ووجوه من المهاجرين والأنصار فلما قبض رسول الله واستخلف أبو بكر أتى أسامة فقال : قد ترى موضعي من خلافة رسول الله وأنا إلى حضور عمر ورأيه محتاج فأنا أسألك تخليفه ففعل » (٣).
ويؤكد اليعقوبي كون أبا بكر وعمر في جيش أسامة (٤).
وتذكر المصادر الإمامية أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم « إنما عمد إلى إخراج جماعة من مقدمي المهاجرين والأنصار في معسكره حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الرياسة ويطمع في التقدم على الناس بالإمارة ويستتب الأمر لمن استخلفه من بعده ولا ينازعه في حقه منازع ... كما أنه حث الناس على الخروج مع أسامة وحذرهم من التلوم والإبطاء عنه » (٥).
ويؤكد هذا ابن رستم فيذكر عن الواقدي أنه قال نعى لنا نبينا نفسه
__________________
(١) ابن المطهر : منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ص ١٧١ وانظر له أيضاً كشف اليقين في مناقب أمير المؤمنين ص ٩٥.
(٢) ابن هشام : السيرة النبوية ج ٤ ص ٢٩١.
(٣) البلاذري : أنساب الأشراف ج ١ ص ٤٧٤.
(٤) اليعقوبي : التاريخ ج ٢ ص ٩٣ ، ويذكر الطبري نفس ما أورده ابن هشام في السيرة انظر ج ٣ ص ١٨٤ ـ ١٨٦ وانظر كذلك ابن سعد. الطبقات ج ٢ القسم الأول ١٣٦ أما ابن الجوزي فيؤكد وجود عمر وأبي بكر في الحملة انظر : الوفا بأحوال المصطفى ج ٢ ص ٦٧٢.
(٥) المفيد : الإرشاد ص ٩٦.