ويروي سبط ابن الجوزي حديث الغدير عن زيد بن ارقم وعن أبي هريرة والبراء بن عازب ويذكر اتفاق علماء السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من حجة الوداع حيث جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين الفاً. أو يذكر أن من معه من الصحابة ومن الأعراب وممن يسكن حول مكة والمدينة مائة وعشرون الفا وهم الذين شهدوا حجة الوداع وسمعوا من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم « من كنت مولاه » (١).
ويعطي سبط ابن الجوزي لكلمة مولى عشرة معاني ولكنه يبطل جمعيع المعاني المحتملة ويروي « أن المراد من الحديث الطاعة المحضة المخصوصة » ومعنى ذلك من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به ، ويفسر قوله « الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم » يقول : « هذا نص صريح في اثبات امامته وقبول طاعته » (٢).
ويورد القرشي نفس الروايات السابقة لحديث الغدير ويأخذ في ذلك عن ابن عقدة الكوفي ، ويروي عن حديث الغدير « أنه حديث حسن مشهور روته الثقات وانضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض حجة في صحة النقل ، ولو لم يكن في محبة علي عليهالسلام إلا دعاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لمحب علي بكل خير لكان فيه كفاية .... فكيف وقد دعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم به عزّوجلّ بموالاة من والاه وبمحبة من أحبه وبنصرة من نصره » (٣).
وذكر المحب الطبري رواية عن ابن السمان في كتابه الموافقة أن أعرابيين اختصما إلى عمر بن الخطاب فقال لعلي : اقض بينهما فقضى علي بينهما فقال أحدهما : هذا يقضي بيننا فوثب اليه عمر وقال : ويحك « هذا مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ومن لم يكن مولاه فليس
__________________
(١) سبط ابن الجوزي ( ت ٦٥٤ هـ ) : تذكرة الخواص ص ٣٧.
(٢) ن. م ص ٣٧.
(٣) محمد بن يوسف بن محمد القرشي ( ت ٦٥٤ هـ ) : كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب ص ١٤ وينسب لا بن عقدة الكوفي كتاباً يسمى « الولاية » لا وهو في حديث الغدير وطرقه إلا أن الكتاب غير متوفر لدينا.