على المصادر الشيعية فقط ، فقد ذكر البلاذري قال : « خرج رسول الله إلى تبوك وخلف علياً فقال : يا رسول الله خرجت وخلفتني فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي » (١).
وتؤكد الشيعة هذا الحديث وترى أن به دل النبي على إمامة علي وتثبت هذا بقول علي في بيان معنى قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ... » ، قال : « أفلستم تعلمون أن الخلافة غير النبوة ، ولو كان مع النبوة غيرها لاستثناه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » (٢).
ويرى سعد القمي أيضاً أن هذا الحديث دليل على إمامة علي قال : « إن النبي أعلمهم أن منزلة منه منزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعده وإذ جعله نظير نفسه في حياته وأنه أولى بهم بعده كما كان هو أولى بهم منهم بأنفسهم إذ جعله في المباهلة كنفسة » (٣).
ويذكر أبو حنيفة النعمان المغربي حديث المنزلة ويبين دلالته على الإمامة قال : « ولا يقتضي قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام « أنت مني بمنزلة هارون بن موسى» إلا أنه خليفته في أمته كما قال موسى لهارون أخلفني في قومي »(٤).
ويؤكد الصدوق دلالة هذا الحديث على الإمامة ويقول : سأل جابر بن عبد الله الأنصاري عن معنى قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ... » قال : « استخلفه بذلك والله على أمته في حياته وبعد وفاته وفرض عليهم طاعته فمن لم يشهد له بعد هذا القول بالخلافة فهو من الظالمين ».
__________________
(١) البلاذري : أنساب الأشراف ج ٢ الورقة ٦٦ آ ، وانظر الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج ٣ ص ١٠٣ المسعودي : مروج الذهب ج ٢ ص ٤٣٧ ، المقدسي : البدء والتاريخ ج ٤ ص ٢٣٩ ، ابن عساكر التاريخ ج ١ ص ١٠٧.
(٢) سليم بن قيس : السقيفة ص ١٠٤.
(٣) سعد القمي ( ت ٣٠١ هـ ) : المقالات والفرق ص ١٦ ، ويذكر ابن عبد ربه « إنه بهذا الحديث سمت الشيعة علي بن أبي طالب الوصي وتأولوا فيه إنه استخلفه على أمته إذ جعله منه بمنزلة هارون من موسى لأن هارون كان خليفة موسى في قومه إذا غاب » العقد الفريد ج ٤ ص ٣١١.
(٤) النعمان المغربي : دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٠.