فوقعت القرعة على عائشة [بنت أبي بكر] (١) ، فخرج بها معه.
فلمّا رجع منصورا ، نزل منزلا قريبا من المدينة. فلمّا كان عند السّحر رحل النّاس ، وكانت عائشة قد خرجت لقضاء حاجة ، فسقط عقد لها فذهبت تفتّشه ، فجاؤوا إلى جملها وهو مرجل (٢) فظنّوا أنّها في الهودج فساقوه وذهبوا به. فجاءت عائشة تطلبه (٣) فلم تجد في المنزل أحدا ، فجلست وتلفّفت في ثيابها. فجاء صفوان ابن المعطّل في أثرهم فرأى شيخا (٤) ، فقصده ليسأله (٥) عن النّاس فإذا هي عائشة ، فأناخ بعيره وحملها عليه فجاء (٦) بها إلى العسكر.
فقال عبد الله بن (٧) سلول وأصحابه والمنافقون ما قالوا ، فلقي النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ من ذلك (٨) ما علمه الله. فنزلت الآية على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فقرأها عليهم إلى قوله ـ تعالى ـ : (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ) (١٥) ثمّ أمر ـ عليه السّلام ـ أن يقام فيهم الحدّ ، لكلّ رجل منهم ثمانين جلدة (٩).
قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) ؛ أي : تقبلونه.
__________________
(١) ليس في ج ، د ، م.
(٢) م : مرحل.
(٣) ب : لطلبه.
(٤) ج ، د ، م : شخصا.
(٥) ج ، د ، م : فسأله.
(٦) ب ، ج ، د : وجاء.
(٧) د زيادة : أبي.
(٨) ب زيادة : خجلا.
(٩) أسباب النزول / ٢٣٩.