مَعَ الرَّاكِعِينَ) (١) ؛ وكقوله ـ تعالى ـ (٢) حكاية عن الدّهريّة : (قالُوا : ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا. نَمُوتُ وَنَحْيا. وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ) (٣) وإنّما ذلك (٤) اعتقادهم ، أنّهم يموتون بعد الحياة ولا يحيون بعد ذلك.
ومثال (٥) المعطوف المنقطع في القرآن ، ثمّ يرجع إلى الأوّل. وذلك أنّ الآية تنزل في خبر ثمّ ينقطع الكلام قبل تمام ذلك الخبر ، ويجيء خبر آخر غيره ، ثمّ يرجع إلى الأوّل المنقطع ؛ كقوله في ذكر نساء النّبيّ ـ عليه السّلام ـ : (لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) : أي : فجور. (وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً. وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ. وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى. وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ. وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ) ثمّ قطع ـ سبحانه ـ (٦) هذه الجملة. وابتدأ بقوله : ـ سبحانه ـ (٧) : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ثمّ رجع ـ سبحانه ـ إلى ذكر النساء ، فقال : (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ) (الآية) (٨).
ومثل قوله ـ تعالى ـ : (وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ) ثمّ قال : (وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ) خاطب بذلك أمّة محمّد ـ عليه السّلام ـ ـ ثمّ رجع إلى إبراهيم ، فقال : (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ
__________________
(١) آل عمران (٣) / ٤٣.
(٢) ليس في أ.
(٣) الجاثية (٤٥) / ٢٤.
(٤) ليس في م.
(٥) د : أمثال.
(٦) م زيادة : وتعالى.
(٧) ليس في أ ، م.
(٨) الأحزاب (٣٣) / ٣٢ ـ ٣٤.