حَرِّقُوهُ) (١).
ومثل قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) ثمّ قطع فقال : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً) (الآية). ثمّ رجع إلى لقمان (٢) ، فقال : (يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ ، يَأْتِ بِهَا اللهُ) (٣) ؛ يعني : يوم القيامة.
ومثال الحرف مكان الحرف ، في القرآن ، قوله ـ تعالى ـ : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ. إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) (٤) ومعناه ؛ ولا الّذين ظلموا منهم (٥) وكقوله ـ تعالى ـ : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً) (٦) و «إلّا» في موضع و «لا» وليست باستثناء ؛ وكقوله ـ تعالى ـ (يا مُوسى لا تَخَفْ. إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ، إِلَّا مَنْ ظَلَمَ) (٧) ومعناه : ولا من ظلم.
وقيل : إنّ «إلّا» هاهنا (٨) ، بمعنى : لكن من ظلم من ذرّيتهم ؛ ككنعان بن نوح وقابيل بن آدم.
وما في القرآن ، خلاف لما (٩) أنزل ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ) (١٠) وإنّما قال هو (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا
__________________
(١) العنكبوت (٢٩) / ١٦ ، ١٨ ، ٢٤.
(٢) زيادة : (ع)
(٣) لقمان (٣١) ١٣ ، ١٤ ، ١٦.
(٤) البقرة (٢) / ١٥٠.
(٥) ليس في أ.
(٦) النساء (٤) / ٩٢.
(٧) النمل (٢٧) / ١٠ ـ ١١.
(٨) ج ، د ، م : هنا.
(٩) ج ، د : ما بدل لما.
(١٠) الروم (٣٠) / ٥٦.