وقوله ـ تعالى ـ : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ. وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ. لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) ؛ يريد : بالتفريق (١) والجمع ؛ إنّا لا نؤمن ببعض (٢) ونكفر ببعض (٣) ، بل (٤) نؤمن بالكلّ.
[وقوله ـ تعالى ـ] (٥) : (وَقالُوا : سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) ؛ أي : نسألك غفرانك ، وإليك المرجع (٦).
وقوله ـ تعالى ـ : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا. رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا) :
كل هذا مجزوم ، ولفظه لفظ النّهي ؛ والمراد به : الطّلب والمسألة.
[و «الإصر» ها هنا ، هو الثّقل الّذي ألزمه بني إسرائيل ، من قتل النّفس في التّوبة] (٧). قال الله (٨) ـ تعالى ـ : (فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ. فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) (٩) ؛ كما ألزم طالوت حيث عصى ربّه ، وأراد قتل داود [ـ عليه السّلام ـ] (١٠) فهرب
__________________
(١) ب : بين التفريق.
(٢) ب : بالبعض.
(٣) ب : بالبعض.
(٤) ليس في أ.
(٥) ليس في ب.
(٦) تقدّم آنفا قوله ـ تعالى ـ : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ).
(٧) ليس في ب.
(٨) ليس في ج.
(٩) البقرة (٢) / ٥٤.
(١٠) ليس في ب.