وقوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ) ؛ يريد :
ومن أظلم من (١) اليهود وأحبارهم ، الّذين كتموا ما علموه من أمر محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ وصفته والكتاب الّذي أنزل على موسى بالبشارة به (٢).
وقوله ـ تعالى ـ (٣) : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ. فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها) ؛ أي : تحبّها.
وكان النّبيّ (ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ) (٤) قد أمره الله ـ سبحانه ـ بالتّوجّه إلى بيت المقدس ، على ما اقتضته المصلحة ، فصلّى (٥) إليه سبعة عشر شهرا. ثمّ أمره ـ سبحانه ـ (٦) ، بالتّوجّه إلى بيت الله الحرام ، وكان في صلاة العصر وقد صلّى نصفها ، فتوجّه في النّصف الاخر إلى بيت الله الحرام ، وكان يقلّب وجهه في السّماء ، ينتظر الوحي في ذلك. فنزل عليه (٧) جبرائيل ـ عليه
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) ليس في ب.+ سقط من هنا قوله ـ تعالى ـ : (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٤٠) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (١٤١) سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ) و (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) و (إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (١٤٣)) ويأتي قوله ـ تعالى ـ : (ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٤٢)) و (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ).
(٣) ليس في ب.
(٤) م : عليه السّلام.
(٥) د : يصلّي.
(٦) ليس في ب.
(٧) ليس في ج ، د ، أ ، م.