سيرعف بهم الزّمان (١) ويقوى بهم الإيمان
١٣ ـ ومن كلام له عليه السّلام
فى ذم أهل البصرة كنتم جند المرأة ، وأتباع البهيمة (٢) : رغا فأجبتم ، وعقر فهربتم ، أخلاقكم دقاق (٣) وعهدكم شقاق ، ودينكم نفاق ، وماؤكم زعاق (٤) والمقيم بين أظهركم
__________________
(١) يرعف بهم ، أى : سيجود بهم الزمان كما يجود الأنف بالرعاف : يأتى بهم على غير انتظار
(٢) يريد الجمل. ومجمل القصة أن طلحة والزبير بعد ما بايعا أمير المؤمنين فارقاه فى المدينة وأتيا مكة مغاضبين ، فالتقيا بعائشة زوج النبى صلّى اللّه عليه وسلم ، فسألتهما الأخبار ، فقالا : إنا تحملنا هربا من غوغاء العرب بالمدينة ، وفارقنا قومنا حيارى لا يعرفون حقا ، ولا ينكرون باطلا ، ولا يمنعون أنفسهم. فقالت : ننهض إلى هذه الغوغاء أو نأتى الشام؟ فقال أحد الحاضرين : لا حاجة لكم فى الشام قد كفاكم أمرها معاوية فلنأت البصرة ، فان لأهلها هوى مع طلحة ، فعزموا على المسير ، وجهزهم يعلى بن منبه ، وكان واليا لعثمان على اليمن وعزله على كرم اللّه وجهه ، وأعطى للسيدة عائشة جملا اسمه عسكر ، ونادى مناديها فى الناس بطلب ثار عثمان ، فاجتمع نحو ثلاثة آلاف ، فسارت فيهم إلى البصرة ، وبلغ الخبر عليا فأوسع لهم النصيحة وحذرهم الفتنة ، فلم ينجح النصح ، فتجهز لهم وأدركهم بالبصرة ، وبعد محاولات كثيرة منه يبغى بها حقن الدماء نشبت الحرب بين الفريقين واشتد القتال ، وكان الجمل يعسوب البصريين : قتل دونه خلق كثير من الفئتين ، وأخذ خطامه سبعون قرشيا ما نجا منهم أحد. وانتهت الموقعة بنصر على كرم اللّه وجهه بعد عقر الجمل ، وفيها قتل طلحة والزبير ، وقتل سبعة عشر ألفا من أصحاب الجمل ، وكانوا ثلاثين ألفا ، وقتل من أصحاب على ألف وسبعون
(٣) دقة الأخلاق : دناءتها مالح
(٤) مالح