لها فروع طوال ، وثمرة لا تنال ، فهو إمام من اتّقى ، وبصيرة من اهتدى ، سراج لمع ضوءه ، وشهاب سطع نوره ، وزند برق لمعه ، سيرته القصد (١) وسنّته الرّشد ، وكلامه الفصل ، وحكمه العدل ، على حين فترة من الرّسل (٢) وهفوة عن العمل (٣) وغباوة من الأمم ، اعملوا ، رحمكم اللّه ، على أعلام بيّنة ، فالطّريق نهج (٤) يدعو إلى دار السّلام وأنتم فى دار مستعتب على مهل وفراغ (٥) ، والصّحف منشورة ، والأقلام جارية ، والأبدان صحيحة ، والألسن مطلقة ، والتّوبة مسموعة والأعمال مقبولة
٩٣ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
بعثه والنّاس ضلاّل فى حيرة ، وخابطون فى فتنة ، قد استهوتهم الأهواء واستزلّتهم الكبرياء (٦) واستخفّتهم الجاهليّة الجهلاء (٧). حيارى فى زلزال
__________________
(١) الاستقامة
(٢) الفترة : الزمان بين الرسولين
(٣) هفوة : زلة وانحراف من الناس عن العمل بما أمر اللّه على ألسنة الأنبياء السابقين
(٤) واضح ، قويم ، ويدعو إلى دار السلام : يوصل إليها
(٥) مستعتب ـ بفتح التاءين ـ طلب العتبى ، أى : الرضا من اللّه بالأعمال النافعة
(٦) استزلتهم : أدت بهم للزلل والسقوط فى المضار ، وتأنيث الفعل على تأويل أن الكبرياء صفة ، وفى رواية «واستزلهم الكبراء» أى : أضلهم كبراؤهم وسادتهم
(٧) استخفتهم : طيشتهم ، والجاهلية : حالة العرب قبل نور العلم الاسلامى ، والجهلاء : وصف لها للمبالغة