فشبه فتكة المال بالعدا وذلك صورة مرئية
، بفتك الصبابة وهو فتك معنوي ، وهذا القسم الطف الأقسام الأربعة ، لأنه نقل صورة
إلى غير صورة .
وكان ابن الأثير يعتبر التشبيه التمثيلي
في تجسيده المعنويات بالحسيات وتصوير الماديات بالذهنيات ـ طرداً وعكساً ـ هو
الصورة المتكونة في العمل الأدبي.
وقد اعتبر التهانوي ( من علماء القرن
الثاني عشر الهجري ) الصورة ذات طبيعتين خارجية وذهنية فعد الصورة « ما يتميز به
الشيء مطلقاً ، سواء كان في الخارج ويسمى صورة خارجية أو في الذهن ويسمى صورة
ذهنية » .
ثم فرق بينهما فأعطى الأهمية للصورة
الذهنية ، واعتبر الصورة الخارجية من الأعيان ، فقال : الصورة : ما به يتميز الشيء
في الذهن ، فإن الأشياء في الخارج أعيان ، وفي الذهن صور .
ثم حذا حذو عبد القاهر ، واستنار برايه
باحثاً عن الفروق والمميزات في حصول صورة الشيء في الذهن لا في تواجدها في الخارج
فقال : صورة الشيء ما يؤخذ منه عند جذب الشخصيات ، أي الخارجية ، وأما الذهنية فلا
بد منها ، لأن كل ما هو حاصل في العقل فلا بدّ له من تشخيص عقلي ضرورة أنه متمايز
عن سائر المعلومات .
هذه أهم النصوص التي لا حظناها عند
النقاد والبلاغين القدامى في حديثهم عن الصورة ، ولا بد لنا من الوقوف قليلاً عند
استعمالهم هذا ، لرصد مفهوم الصورة ، وبث دلالتها لديهم.
أما قدامة ، فله فضل السبق ـ وتبعه أبو
هلال ـ باستعمال الكلمة نصاً