تركي بالقرب من الرياض وعين خالداً وهو ابن مشاري الذي سبق ذكره اميراً لنجد. اما فيصل فقد هرب إلى الاحساء ثم غادرها بعد ان احتلتها القوات المصرية ، إلى قطر وهناك قبض عليه وارسل اسيراً إلى القاهرة. وهكذا عادت السلطة المصرية على ممتلكات ابناء سعود ولكنها لم تعمر اكثر من سنتين لان الحاميات المصرية سحبت من وسط شبه الجزيرة العربية بعد حلول الصلح بين محمد علي والسلطان وظل خالد حاكماً لنجد بصفة والي عثماني (١). وقد استمر حكم خالد هذا إلى ان طرده من الرياض في ١٨٤٢ ابن عمه عبد الله بن سليمان الذي تحتم عليه في السنة التالية ان يتنازل عن السلطة بدوره لفيصل بن تركي الذي كان قد تمكن من الهرب من سجنه في القاهرة ، فاعلن اميراً لنجد مرة اخرى. وقد احتفظ فيصل بهذا اللقب حتى وفاته في ١٨٦٥ واستطاع خلال حكمه الطويل ان يعيد فرض سلطته على جميع المناطق التي كانت تابعة لابيه بما في ذلك الاحساء وعُمان. كما انه حاول الاستيلاء على ارخبيل البحرين مرتين ولكن الاسطول الانجليزي الذي كانت حكومة الهند ترسله إلى مياه البحرين في كل مرة يحاول فيها الاستيلاء على مملكة اللآلئ هذه ، منعه من تحقيق ذلك في المرتين. لقد اصيب فيصل في السنوات الاخيرة من حكمه بالعمى واصبح الحاكم الفعلي للامارة ابنه عبد الله الذي خلف اباه ولكن اخاه سعود لم يشأ ان يخضع له طوعاً فلم يلبث ان شب بين الاخوين صراع عنيف وطويل حول السلطة انتهى في ١٨٧١ بالنصر النهائي لسعود (٢). اما عبد الله فقد اضطر إلى الهرب من نجد ولجأ إلى والي بغداد القوي
__________________
(١) Ibid. p. ١٠٣.
(٢) Zwemer, OP. Cit. p. ١٩٩.