الأفلاك» : إذ به وبمركزه وهي النقطة الّتي تتساوى جميع الخطوط المستقيمة الخارجة منها إلى ذلك السطح الّذي مركز العالم يحدّد جهتها العلوّ والسفل الطبيعتان تنقسم إلى بسيط ومركّب ، والبسيط ما تتشابه أجزاؤه وطباعه ؛ أي لا تنقسم إلى أجسام مختلفة الصور والطبائع ، بل له طبيعة واحدة يصدر عنها ما يصدر على نهج واحد ، والمركّب ضدّه. والبسيط ينقسم إلى أثيريّ وعنصريّ ، والأوّل هو الأفلاك وما فيها من الكواكب ، وتسمّى الأثيريّات ، والسماوات ، والأجرام العلويّة ، والعالم العلويّ ، وعالم الأفلاك. والثاني هو العناصر الأربعة المشهورة المسمّى بالاستقصاءات بما فيها من المركّبات وتسمّى العنصريّات ، والأرضيّات ، والأجرام السفليّة ، والعالم السفليّ ، وعالم الكون والفساد. انتهى.
وكيف كان ففي تسمية هذا الفلك بالعرش أو الكرسيّ اختلاف يظهر من اختلاف الأخبار ، ففي بعضها وهو رواية الفضيل في تفسير قوله تعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) (١) أنّ السماوات والأرض وكلّ شيء في الكرسيّ (٢).
وفي بعضها : إنّ كلّ شيء خلق الله في جوف الكرسيّ خلا عرشه ، فإنّه أعظم من أن يحيط به الكرسيّ (٣).
وفي بعضها : ما السماوات السبع والأرضون السبع عند الكرسيّ إلّا
__________________
(١) البقرة : ٢٥٥.
(٢) في الكافي ١ : ١٣٢ ... فقال عليه السلام : يا فضيل ، كلّ شيء في الكرسيّ ، السماوات والأرض ، وكلّ شيء في الكرسيّ.
(٣) بحار الأنوار ١٠ : ١٨٨.