أي بهذا الاسم أعمل هذا العمل ، فكلّ عمل يعمله يبتدئ (١) فيه بـ «اسم الله» فإنّه يبارك فيه (٢). انتهى.
ويستفاد من آخر هذا الحديث رجحان تقدير متعلّق الباء الّتي من حروف الجرّ فعلا متأخّرا ، وإن احتمل فيه وجوه أربعة :
أحدها : ما ذكر.
وثانيها : تقدير الفعل متقدّما ؛ أي أبدأ بسم الله ؛ كما في قوله : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) (٣).
وثالثها : تقدير الاسم متأخّرا ؛ أي بسم الله ابتدائي ؛ كما في قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها) (٤).
ورابعها : تقديره متقدّما ؛ أي ابتداء كلامي بسم الله ، وقد يستدلّ على أولويّة التقديم بأنّ وجود واجب الوجود لذاته سابق على وجود غيره ، والسابق في الذات يستحقّ السبق في الذكر ، مع أنّ التقديم في الذكر أدخل في التعظيم. فتأمّل.
وحكي عن الجنيد ؛ أنّه قال : إنّ أهل المعرفة نفوا عن قلوبهم كلّ شيء سوى الله ، فقال لهم : قولوا بسم الله ؛ أي تسمّوا بي ودعوا انتسابكم إلى آدم ، ولعلّ مراده أنّه لا تفتخروا بانتسابكم إلى آدم عليه السلام وأنّكم أولاده ، بل افتخروا بأنّكم عبادي وخلقي.
__________________
(١) في المصدر : كلّ أمر يبدأ.
(٢) تفسير الإمام : ٢٢.
(٣) العلق : ١.
(٤) هود : ٤١.