بالنجاة عن عقاب العقبى؟ قلت : لا. قال : ويحك يا مطرود ، فأيّ شرف في هذا
الوجود؟ أنت بهذا الفهم عاقل ، وأنا مع هذه اليقظة غافل؟!
قوله : «هادوا»
أي صاروا يهودا كـ «تهوّدوا» ، واليهود على ما قيل تنسب إلى يهوذا بن يعقوب.
وقيل : من «هاد»
«يهود» ، إذا سكن ، ومنه قوله تعالى : (إِنَّا هُدْنا
إِلَيْكَ) أي سكنّا إلى أمرك.
وقيل : من «هاد»
بمعنى «تاب» ورجع ، ولمّا قال قوم موسى هذا القول ، سمّوا باليهود.
وفي «مجمع
الطريحيّ» : اليهود قوم موسى ، وهو اسم جنس لا ينصرف للعلميّة والتأنيث ، لأنّه
يجري في كلامهم مجرى القبيلة .
قال الزمخشريّ
: والأصل في «يهود» ومجوس أن يستعملا بغير «لام» التعريف ، لأنّهما علمان خاصّان
لقومين كقبيلتين ، وإنّما جوّزوا تعريفهما بـ «اللام» لأنّه أجري يهودي ويهود مجرى
شعيرة وشعير . انتهى.
و «الزعم»
يستعمل في الظنّ وفي الاعتقاد مطلقا سواء كان المعتقد حقّا أو باطلا ، إلّا أنّ
استعماله في الثاني أغلب ؛ كما في قوله : (هذا لِلَّهِ
بِزَعْمِهِمْ) وقوله : (زَعَمَ الَّذِينَ
كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) .
وعن الأزهريّ :
إنّ أكثر ما يكون «الزعم» فيما يشكّ ولا يتحقّق.
__________________