ومن الدلائل زهده فيما يرى |
|
من دار ذلّ والنعيم الزائل |
ومن الدلائل أن يرى من عزمه |
|
طوع الحبيب وإن ألحّ العاذل |
ومن الدلائل أن يرى من شوقه |
|
مثل السقيم وفي الفؤاد غلائل |
ومن الدلائل أن يرى من أنسه |
|
مستوحشا من كلّ ما هو شاغل |
ومن الدلائل أن يرى متبسّما |
|
والقلب فيه مع الحنين بلابل |
ومن الدلائل ضحكه بين الورى |
|
والقلب محزون كقلب الثاكل |
ومن الدلائل أن يرى متمسّكا |
|
بسؤال من يحظى لديه السائل |
ومن الدلائل أن تراه مسافرا |
|
نحو الجهاد وكلّ فعل فاضل |
ومن الدلائل أن تراه باكيا |
|
إن قد رآه على قبيح عاقل |
ومن الدلائل أن تراه مسلّما |
|
كلّ الملوك إلى المليك العادل |
وعن الصادق عليه السلام : حبّ الله إذا أضاء على سرّ عبد أخلاه من كلّ شاغل ، وكلّ ذكر سوى الله عنده ظلمة ، والمحبّ أخلص الناس سرّا ، وأصدقهم قولا ، وأوفاهم عهدا ، وأزكاهم عملا ، وأصفاهم ذكرا ، وأعبدهم نفسا ، تتباهى الملائكة عنده مناجاته ، وتفتخر برؤيته ، وبه يعمر الله بلاده ، وبكرامته يكرم الله عباده ، ويعطيهم إذا سألوه بحقّه ، ويدفع عنهم البلايا برحمته ، فلو علم الخلق ما محلّه عند الله ومنزلته لديه ما تقرّبوا إلى الله إلّا بتراب قدميه ... (١) إلى آخره. انتهى.
ولا ريب أنّ من علامات محبّة الله الاشتياق إلى الموت ، فإنّ فيه لقاء الله ، ومن أحبّ الله أحبّ لقاءه ، ومن أحبّ لقاءه أحبّ الموت ، ومن هنا قال عليّ
__________________
(١) مصباح الشريعة : ١٩٢.