فأخذوا وأتي بهم إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله ، فعفا عنهم وخلّى سبيلهم
، فكان ذلك سبب الصلح.
والمراد بـ «بطن
مكّة» هو الحديبيّة ، فإنّها اسم لبئر قرب مكّة.
والمراد بـ «الإظفار»
إمّا أخذهم الثمانين المشار إليهم ، وإمّا نصرتهم في سائر الغزوات كبدر وأحد.
(هُمُ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ
يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ
تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ
لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً).
«الصدّ» :
المنع بالعدوّ ، ويقال لمن منعه العدوّ عن الحجّ المصدود ؛ كما يقال للممنوع عنه
بالمرض ونحوه المحصور ، وتفصيل أحكامهما في الفقه.
و «الهدي» عطف
على الضمير المنصوب في «صدّوكم» ؛ أي منعوكم عن دخول المسجد ، ومنعوا الهدي عن أن
يبلغ مكانه الّذي كان ينحر فيه من الحرم ، وهدي العمرة لا ينحر إلّا بمكّة ؛ كما
أنّ هدي الحجّ لا ينحر إلّا بمنى.
ويحتمل كونه
عطفا على «المسجد» فيكون «أن يبلغ» بدلا عنه بدل الاشتمال.
والمراد بـ «الهدي»
: البدن الّتي ساقها رسول الله ، وكانت سبعين بدنة ، حتّى بلغ ذا الحليفة فقلّدها
وأشعرها ، وأحرم بالعمرة حتّى نزل بالحديبيّة ، فمنعه المشركون ، فنحرها بعد
الصلح.
و «معكوفا» أي
محبوسا.