رضا السلطان. من هنا فهم أكثروا من وصف غزو السلطان ولهوه ومرحه وقصوره وخدمه وحشمه، غاضين انظارهم عما تعانيه الشعوب من آلام ، ومايبرز فيها من ثورات ومواقف بطولية.
الطغاة والمتسلطون وهكذا الاذلاء الخانعون يمقتون الحديث عن الثورة والثوار؛ لانه ينبّه النفوس ويز يل الغفلة ويبعث الهمّة ، ولذلك بقي ذكر الحسين في التاريخ محدوداً في الفئة الموالية لمدرسة أهل بيت رسول الله.
واليقظة المعاصرة في عالمنا الاسلامي بحاجة الى عودة الى تاريخنا الثوري، والا تزيغ وتنحرف وتتحوّل الى سبات عميق. والتاريخ الثوري بحاجة الى تحقيق ودراسة ونشر، كي ننفض عنه غبار السنين المتطاولة، ونكسر الاطار الذي فرضه الظالمون عليه.
في تاريخ ايران المعاصر، نهضت ثورة الحسين بدورهام على ساحة الاحداث. كان ذكر الحسين عاملا هاما على صيانة الروح الاسلامية الملتهبة المتوهجة في النفوس. ولذلك عمد الطغاة الحاكمون الى محاولة تحويل هذا «الذكر» الى تقليد خالّ من الروح والحركة؛ بل إنهم لم يتحملوا أحيانا حتى هذه التقاليد فحاربوها كما فعل رضا خان (والد الشاه الا خير المقبور). لكن القيادة الواعية المتمثلّة في علماء الدين في إيران حاربت كل هذه المحاولات ، وسعت الى عرض ثورة الحسين على الجماهير بكل مافيها من بطولات وتضحيات، وبكل ما تفرضه من مسؤوليات على جيلنا المعاصر.
ولا عجب _ إذن _ أن تسمى الثورة الاسلامية في إيران بأنها ثورة حسينية، لانها نمت في مجالس ذكر الحسين ، وتغذت بالطاقات والمعنويات التي بثتهادماء الحسين ، وقادها علوي ثائر من أولاد الحسين.
هذه الثورة اعتبارها مرحلة حاسمة هامة من تاريخ الاسلام الثوري قادرة على أن تصورن مسيرة كل الثائرين المسلمين، وتغذيهم بالعزم والارادة واليقين والاستمرار.
فما أجدر بأمّنا الناهضة أن تحيي يوم عاشوراء (يوم العاشر من محرم) وتسمّيه «يوم الشهيد» اكراما لدور الشهيد في التاريخ