سليمان الضبعي : «إنّهم لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي». وآخر قوله يوم الطف : «ألا وإنّ الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلّة وهيهات منّا الذلّة ، يأبي الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت واُنوف حميّة ونفوس أبيّة من أنْ تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام».
وإنّ حديث عقبة بن سمعان يفسّر الحال التي كان عليها أبو عبد الله (عليه السّلام) ، قال : صحبت الحسين من المدينة إلى مكّة ومنها إلى مكّة ومنها إلى العراق ولَم اُفارقه حتّى قُتل ، وقد سمعت جميع كلامه فما سمعتُ منه ما يتذاكر فيه النّاس من أنْ يضع يده في يد يزيد ولا أنْ يسيره إلى ثغر من الثغور لا في المدينة ولا في مكّة ولا في الطريق ولا في العراق ولا في عسكره إلى حين قتله ، نعم سمعته يقول : «دعوني أذهب إلى هذه الأرض العريضة» (١).
طغيان الشمر
ولمّا قرأ ابن زياد كتاب ابن سعد قال : هذا كتاب ناصح مشفق على قومه. وأراد أن يجيبه ، فقام الشمر (٢) ، وقال : أتقبل هذا منه بعد أنْ نزل بأرضك؟ والله ،
__________________
(١) الطبري ٦ ص ٢٣٥.
(٢) في البداية لابن كثير ج ٨ ص ١٨٨ كان الحسين يحدث أصحابه في كربلا بما قاله جده (صلّى الله عليه وآله) : كأني انظر إلى كلب ابقع يلغ في دماء أهل بيتي ولما رأى الشمر ابرص قال هو الذي يتولى قتلي! وفي الاعلاق النفيسة لابن رسته ص ٢٢٢ كان الشمر بن ذي الجوشن قاتل الحسين ابرص. وفي ميزان الاعتدال للذهبي ج ١ ص ٤٤٩ كان شمر بن ذي الجوشن احد قتلة الحسين (عليه السلام) فليس للرواية بأصل ولما قيل له كيف اعنت على ابن فاطمة قال : ان امراءنا امرونا فلو خالفناهم كنا أشد من الحمر الشقاء قال الذهبي وهذا عذر قبيح فانما الطاعة في المعروف. وفي كتاب صفين لنصر بن مزاحم ص ٣٠٣ وما بعدها. طبع مصر : كان شمر بن ذي الجوشن مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفين ، وخرج من أصحاب معاوية (أدهم بن محرز) يطلب المبارزة فخرج اليه شمر بن ذي الجوشن واختلفا بضربتين ، ضربه أدهم على جبينه فاسرع السيف حتى خالط العظم وضربه شمر فلم يصنع فيه شيئاً ، فرجع الشمر الى عسكره يشرب الماء واخذ رمحاً وقال :
(إني زعيم لاخي بأهلة |
|
بطعنة ان لم امت عاجلة |
وضربة تحت الوغى فاصلة |
|
شبيهة بالقتل أو قاتله) |
فحمل على أدهم وهو ثابت فطعنه فوقع عن فرسه وحمله أصحابه فانصرف شمر ...
وفي نفح الطيب للمقريزي ج ٢ ص ١٤٣ مطبعة ١ عيسى البابي مطبوعات دار المأمون ان الصميل بن حاتم بن الشمر بن ذي الجوشن كان رأس المضرية متحاملاً على اليمانية (وهذه العبارة واردة في طبعة بيروت ج ١ ص ٢٢٢