روى أبو عبد الله الصادق (عليه السّلام) : «إنّ الحسين دخل على أخيه الحسن في مرضه الذي استشهد فيه فلمّا رأى ما به بكى ، فقال له الحسن : ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال : أبكي لما صنع بك ، فقال الحسن (عليه السّلام) : إنّ الذي اُوتي إليَّ سمّ اُقتل به ، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله وقد ازدلف إليك ثلاثون ألفاً يدَّعون أنّهم من اُمّة جدّنا محمّد وينتحلون دين الإسلام فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وانتهاك حرمتك وسبي ذراريك ونسائك وانتهاب ثقلك ، فعندها تحلّ ببني اُميّة اللعنة ، وتمطر السّماء رماداً ودماً ، ويبكي عليك كلّ شيء حتّى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار» (١).
وكتب ابن زياد إلى ابن سعد : إنّي لَم أجعل لك علّة في كثرة الخيل والرجال ، فانظر لا تمسي ولا تصبح إلاّ وخبرك عندي غدوة وعشية. وكان يستحثّه على الحرب لست خلون من المحرم (٢).
حشدت كتائبها على ابن محمّد |
|
بالطَّف حيث تذكَّرت آباءها |
الله أكبر يا رواسي هذه الأ |
|
رض البسيطة زايلي ارجاءها |
يلقى ابن منتجع الصلاح كتائباً |
|
عقد ابن منتجع السّفاح لواءها |
ما كان أوقحها صبيحة قابلت |
|
بالبيض جبهته تريق دماءها |
المشرعة
ما بلَّ أوجهها الحيا ولو أنّه |
|
قطع الصفا بلَّ الحيا ملساءها |
من أين تنجل أوجهٌ اُمويّةٌ |
|
سكبت بلذّات الفجور حياءها |
قهرت بني الزهراء في سلطانها |
|
واستأصلت بصفاحها امراءها |
ملكت عليها الأمر حتّى حرَّمت |
|
في الأرض مطرح جنبها وثواءها |
__________________
(١) أمالي الصدوق ص ٧١ المجلس الثلاثون ، وفي مطالب السؤول : إنّهم عشرون ألفاً. وفي هامش تذكرة الخواص : أنّهم مئة ألف. وفي تحفة الأزهار لابن شدقم : ثمانون ألفاً. وفي أسرار الشهادة ص ٢٣٧ : سنة آلاف فارس وألف ألف راجل. ولم يذكر أبو الفدا في تأريخه ٢ ص ١٩٠ : غير خروج ابن سعد في أربعة آلاف والحر في ألفين. وفي عمدة القارئ للعيني ٧ ص ٦٥٦ : كتاب المناقب كان جيش ابن زياد ألف فارس رئيسهم الحر ، وعلى مقدمتهم الحصين بن نمير.
(٢) تظلّم الزهراء (عليها السّلام) ص ١٠١ ، ومقتل محمّد بن أبي طالب.