أترجو اُمّة قتلت حسيناً |
|
شفاعةَ جَدّه يومَ الحساب؟ |
فلم يعتبروا بهذه الآية ، وأرداهم العمى إلى مهوىً سحيق ، ونِعم الحكم الله تعالى.
وقبل أنْ يصلوا الموضع بفرسخ ، وضعوا الرأس على صخرة هناك ، فسقطت منه قطرة دم على الصخرة ، فكانت تغلي كلّ سنة يوم عاشوراء ، ويجتمع النّاس هناك من الأطراف فيقيمون المأتم على الحسين (ع) ويكثر العويل حولها ، وبقي هذا إلى أيّام عبد الملك بن مروان ، فأمر بنقل الحجر فلم يُرَ له أثر بعد ذلك ، ولكنّهم بنوا في محلّ الحجر قبّة سموها النّقطة (١).
وكان بالقرب من حماة في بساتينها مسجد يقال له مسجد الحسين (ع) ، ويحدّث القَومة : أنّ الحجر والأثر والدم موضع رأس الحسين (ع) حين ساروا به إلى دمشق (٢).
وبالقرب من حلب مشهد يعرف بـ (مسقط السّقط) (٣) وذلك أنّ حرم
__________________
ابن طاووس في اللهوف ص ٩٨ إلى تاريخ بغداد لابن النّجار. وفي تاريخ القرماني ص ١٠٨ : وصلوا إلى دَير في الطريق ، فنزلوا فيه ليقيلوا به ، فوجدوا مكتوباً على بعض جدرانه هذا البيت. وفي الخطط المقريزيّة ٢ ص ٢٨٥ : كتب هذا قديماً ولا يدرى قائله. وفي مثير الأحزان لابن نما ص ٥٣ : حفروا في بلاد الروم حفراً قبل أن يبعث النّبي (ص) بثلاثمئة سنة فأصأبوا حجراً مكتوب عليه بالمسند هذا البيت ، والمسند كلام أولاد شيث.
(١) نفَس المهموم ص ٢٢٨ ، للشيخ الجليل الشيخ عبّاس القمي. وفي نهر الذهب في تاريخ حلب ٣ ص ٢٣ : لمّا جيء برأس الحسين (ع) مع السّبايا ووصلوا إلى هذا الجبل غربي حلب ، قطرت من الرأس الشريف قطرة دم ، وعُمّر على أثرها مشهد عرف (بمشهد النقطة). وفيه ٣ ص ٢٨٠ ، نقل من تاريخ يحيى بن أبي طي من عمْر هذا المشهد وتوالي العمارات عليه.
وفي كتاب الإرشارات إلى معرفة الزيارات تأليف أبي الحسن علي بن أبي بكر الهروي المتوفّى (سنة ٦١١ هـ) ص ٦٦ : في مدينة نصيبين مشهد النّقطة يقال أنّه من دم رأس الحسين (ع). وفي سوق النشابين مشهد الرأس فإنّه علّق هناك لمّا عبروا بالسّبي إلى الشام.
(٢) قال الشيخ المحدّث الجليل الشيخ عبّاس القمي ، في نفس المهموم شاهدت هذا الحجر عند سفري إلى الحج ، وسمعت الخدم يتحدثون بذلك.
(٣) في معجم البلدان ٣ ص ١٧٣ ، وخريدة العجائب ص ١٢٨ : يُسمّى مشهد الطرح. وفي نهر الذهب ٢ ص ٢٧٨ : سمّي مشهد الدكّة ، ومشهد الطرح ، يقع غربي حلب. وحكى عن تاريخ ابن أبي طي إنّ مشهد الطرح ظهرت عمارته (سنة ٣٥١ هـ) بأمر من سيف الدولة. وذكر بعضهم : إنّ إحدى نساء الحسين (ع) أسقطت هنا لمّا جيء بسبي عيال الحسين (ع) والرؤوس وكان هنا معدن ، وأهله لمّا فرحوا بالسّبي دعت عليهم زينب (عليها السّلام) ففسد ذلك المعدن ، فعمّره سيف الدولة ، ثمّ ذكر توالي العمارات عليه.