الشقوق
وفي الشقوق (١) رأى الحسين رجلاً (٢) مقبلاً من الكوفة فسأله عن أهل العراق فأخبره أنّهم مجتمعون عليه فقال (عليه السّلام) : «إنّ الأمر لله ، يفعل ما يشاء ، وربّنا تبارك هو كلّ يوم في شأن» ، ثمّ أنشد.
فإنْ تكن الدنيا تُعَدُّ نفيسة |
|
فدار ثواب الله أعلى وانبل |
وإنْ تكن الأموال للترك جمعها |
|
فما بال متروك به المرء يبخل |
وإنْ تكن الأرزاق قَسْماً مقدّراً |
|
فقلّة حرص المرء في الكسب أجمل |
وإنْ تكن الأبدان للموت أُنشئت |
|
فقتل امرىء بالسيف في الله أفضل |
عليكم سلام الله يا آل أحمد |
|
فانِّي أراني عنكُمُ سوف أرحل (٣) |
زُبالة
وفي زبالة اُخبر بقتل عبد الله بن يقطر الذي أرسله الحسين من الطريق إلى مسلم بن عقيل ، فقبض عليه الحصين بن نمير في القادسيّة وسرّحه إلى عبيد الله بن زياد ، فأمره أنْ يصعد المنبر ويلعن الكذّاب ابن الكذّاب ، ولمّا أشرف على النّاس قال : أيّها النّاس أنا رسول الحسين بن فاطمة ؛ لتنصروه وتؤازروه على ابن مرجانة ، فأمر به عبيد الله فاُلقي من فوق القصر ، فتكسّرت عظامه وبقي به رَمَق ، فأتاه رجل يقال له عبد الملك بن عمير اللخمي فذبحه ، فلمّا عيب عليه قال : إنّما أردت أنْ اُريحه ، وقيل الذي ذبحه رجل طوال يشبه عبد الملك بن عمير .. فأعلم بذلك النّاس وأذِنَ لهم بالانصراف ، فتفرّقوا عنه يميناً وشمالاً ، وبقي في أصحابه الذين جاؤا معه من مكّة وإنّما تبعه خلق كثير من الأعراب ؛ لظنّهم أنّه يأتي بلداً أطاعه أهله ، فكره (عليه السّلام) أن يسيروا معه إلاّ على عِلمٍ بما يقدمون
__________________
(١) ابن شهر آشوب ٢ ص ٢١٣ : الشقوق (بالضم) : منزل بعد زبالة للذاهب من الكوفة إلى مكة ، هو لبني أسد فيه قبر العبادي (معجم البلدان).
(٢) سمّاه الخوارزمي في المقتل ١ ص ٢٣٣ : الفرزدق. وهو اشتباه.
(٣) لم يذكر الخوارزمي في المقتل ١ ص ٢٢٣ البيت الخامس ، وجعلها من إنشائه (عليه السّلام).