بل يقول الشيخ الطوسي رحمهالله في كتاب التهذيب : إن
ما اشتمل عليه حديث ذو الشمالين من سهو النبي تمتنع العقول منه .
وفي الاستبصار يقول : ذلك مما تمنع من
الادلة القاطعة في أنه لا يجوز عليه السهو والغلط .
وإنّا نستميح الشيخ الصدوق عذراً فيما
إذا أردنا أنْ نقول له : أنت الذي سهوت ، وإن نسبة السهو إلى الشيخ الصدوق في هذا
القول أولى من نسبة السهو إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، نظير ما قاله الفخر الرازي في تفسيره فيما روي في الصحيحين وغيرهما من أن
إبراهيم عليهالسلام
كذب ثلاث كذبات ، قال الفخر الرازي : نسبة الكذب إلى الراوي أولى من نسبة الكذب
إلى إبراهيم .
وأيضاً ، نرى أهل السنّة يضطربون أمام
حديث الغرانيق وتتضارب كلماتهم بشدّة ، ويتحيّرون ماذا يقولون ، لان حديث الغرانيق
يدل على جواز السهو على الانبياء بصراحة ، وهذا ما نصّ عليه بعض المفسرين كأبي
السعود العمادي في تفسير سورة
__________________