هذا اللطف الذي عبّر
عنه سبحانه وتعالى بقوله : (وَلَوْلاَ فَضْلُ
اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلّوكَ) .
هذا اللطف والفضل والرحمة من الله
سبحانه وتعالى يُمسك المعصوم عن الاقدام على المعصية ، وعلى كل ما لا يجوز شرعاً
أو عقلاً ، مع قدرته على ذلك ، وكذا عن الاقدام على كل ما يتنافى مع النبوة
والرسالة ، ويكون منفراً عنه عقلاً كما أضاف الشيخ المظفر.
وإذا كان هذا تعريف العصمة ، وأنها من
اللطف والفضل والرحمة الالهية بحقّ النبي ، فنفس هذه العصمة يقول بها الامامية
للائمة الاثني عشر ولفاطمة الزهراء سلام الله عليها بعد رسول الله ، فيكون
المعصومون عندنا أربعة عشر ، وقد رأيت في بعض الكتب أن سلمان الفارسي أيضاً معصوم
، ولا يهمّنا البحث الان عن ذلك القول.
وإذا كانت العصمة حالة معنوية باطنة ، وهي
فضل من الله سبحانه وتعالى ، فلابد وأن يكون الكاشف عن هذه الحالة من قبله سبحانه
وتعالى ، والكاشف إمّا آية في القرآن ، والقرآن مقطوع الصدور ، وإما أن يكون رواية
ونصّاً متواتراً أو مقطوع الصدور
__________________