لا نطيل عليكم ، فلتكنْ العصمة بمعنى
المنع.
العصمة شرط في النبي بلا خلاف بين
المسلمين في الجملة ، وإنما قلت : في الجملة ، لان غير الامامية يخالفون الامامية
في بعض الخصوصيات التي اشترطها واعتبرها الامامية في العصمة ، كما أن غير الامامية
أيضاً قد اختلفوا فيما بينهم في بعض الخصوصيّات ، إلاّ أن الاجماع قائم على اعتبار
العصمة بنحو الاجمال بين جميع الفرق من الامامية والمعتزلة والاشاعرة.
يشير العلامة الحلي رحمة الله عليه إلى
رأي الامامية بالاجمال وإلى بعض الاقوال الاُخرى يقول :
ذهبت الامامية كافّة : إلى أن الانبياء
معصومون عن الصغائر والكبائر ، منزّهون عن المعاصي ، قبل النبوّة وبعدها ، على
سبيل العمد والنسيان ، وعن كلّ رذيلة ومنقصة وما يدل على الخسة والضعة ، وخالفت
أهل السنة كافّةً في ذلك ، وجوّزوا عليهم المعاصي ، وبعضهم جوّزوا الكفر عليهم قبل
النبوّة وبعدها ، وجوّزوا عليهم السهو والغلط ، ونسبوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى السهو
في القرآن بما يوجب الكفر... ونسبوا إلى النبي كثيراً من النقص .
__________________