وهواها فتردى. قال : زدني. قال : لا تعيّرن خاطئا بخطيئته. قال : زدني. قال : لا تغضب. قال : حسبي» (١).
وفي هذا الخبر ـ كما ترى ـ دلالة صريحة على اصطحابهما عليهماالسلام في أيام الحياة ، وربّما أشعر هذا الخبر بعدم وجود زكريا عليهالسلام يومئذ.
ومنها ما رواه في (الكافي) في باب : حالات الأئمّة عليهمالسلام في السنّ ، رواه في الصحيح عن يزيد الكناسي قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام : أكان عيسى بن مريم عليهالسلام حين تكلّم في المهد حجة الله على أهل زمانه؟ فقال : «كان يومئذ نبيّا حجة الله غير مرسل ، أما تسمع لقوله حين قال (إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا) (٢)؟». قلت : وكان يومئذ حجة الله على زكريا عليهالسلام في تلك الحال وهو في المهد؟ فقال : «كان عيسى في تلك الحال آية للناس ورحمة من الله لمريم حين تكلّم فعبّر عنها ، وكان نبيّا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال ، ثمّ صمت فلم يتكلّم حتّى مضت له سنتان ، وكان زكريا الحجة لله عزوجل على الناس بعد صمت عيسى بسنتين ، ثمّ مات زكريا ، فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبيّ صغير ، أما تسمع لقول الله عزوجل (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) (٣) فلمّا بلغ عيسى سبع سنين تكلّم بالنبوة والرسالة حين أوحى الله إليه ، فكان عيسى الحجة على يحيى وعلى الناس أجمعين» (٤) الحديث.
أقول : ظاهر هذا الخبر ، بل صريحه أن زكريا عليهالسلام مات قبل يحيى ، وأن يحيى عليهالسلام ورث منه الكتاب الذي هو (التوراة) وهو صبي إلى أن بلغ عيسى عليهالسلام
__________________
(١) الفقيه ٤ : ٢٤ / ٥٣.
(٢) مريم : ٣٠ ـ ٣١.
(٣) مريم : ١٢.
(٤) الكافي ١ : ٣٨٢ / ١ ، باب حالات الأئمّة عليهمالسلام.