(٥٩)
درّة نجفية
في الفرق بين المجتهدين والأخباريين
اعلم ـ أيّدك الله تعالى بتأييده ـ أنه قد كثرت الأسئلة من الطلبة عن الفرق بين المجتهدين والأخباريّين ، وأكثر المسؤولون من وجوه الفروق في ذلك ، حتى إنّ شيخنا المحدّث الصالح الشيخ عبد الله ابن الحاج صالح البحراني قدسسره في كتاب (منية الممارسين في أجوبة الشيخ ياسين) (١) قد أنهاها إلى ثلاثة وأربعين ، حيث كان من عمد الأخباريّين المتصلّبين.
وقد كنت في أوّل الأمر من الجارين على هذه الطريقة ، وقد أكثرت البحث في ذلك مع بعض مشايخنا المعاصرين من المجتهدين ، وقد أودعت كتابي الموسوم بـ (المسائل الشيرازية) مقالة مبسوطة مشتملة على جملة من الأبحاث الشافية والأخبار الكافية المتعلّقة بذلك والمؤيدة لما هنالك.
إلّا إنّ الذي ظهر لي بعد إعطاء التأمل حقه في المقام ، وإمعان النظر في تلك الفروق التي ذكرها اولئك الأعلام ، هو سدّ هذا (٢) الباب ، وإرخاء الستر دونه والحجاب وإن كان قد فتحه أقوام ، وأوسعوا فيه دائرة النقض والإبرام.
أمّا أولا : فلاستلزامه القدح في علماء الطرفين ، والإزراء بفضلاء الجانبين ، كما
__________________
(١) منية الممارسين : ٩٠ ـ ١١٢. وقد عدّ منها أربعين وجها.
(٢) من «ح».